الفاتيكان، 28 فبراير 2007 (ZENIT.org). – إن دخول المسيح على ساحة التاريخ وعمله الخلاصي يجعلان من المسيحية “جدة لا سابق بها في تاريخ البشرية”.
هذه هي كلمات الكاردينال جاكومو بيفي نهار الثلاثاء، الموافق اليوم الثالث من أسبوع الرياضات الروحية التي يقوم بها البابا بندكتس السادس عشر وأعضاء الإدارة البابوية في القصر الرسولي في الفاتيكان.
قال الكاردينال بيفي: “الرسل، بالرغم من كونهم يهود ملتزمين، توصلوا إلى عبادة ابن مريم، كالإله الضابط الكل، وكمركز كل شيء”.
ورغم أن “الرسل لم يعرضوا على الناس دينًا مختلفًا عن الدين الذي يمارسون”، إلا أن المسيحية “التي ولدت في حضن ديانة إسرائيل” هي “جدة لا سابق بها في تاريخ البشرية”.
“الحدث المركزي الذي يتضمن كنه المسيحية هو دخول المسيح على ساحة التاريخ وعمله الخلاصي. فقد اصطدم الرسل بشخص حطم جميع المقاييس”.
وذكّر بيفي أن الرسل، بعد حدث القيامة بشكل خاص، “اضطروا إلى إعادة قراءة أحداث حياة يسوع. وأُرغموا على الإقرار بأنهم التقوا بشخص يسمو على طبيعة كل كائن مخلوق”.
وفي التأمل الثاني لنهار الثلاثاء، تحدث الكاردينال بيفي عن أنه، خلافًا لما كان يجري في الماضي، “أن نؤمن اليوم بوحدانية وضرورة الصليب، يجعلنا نبدو كأشخاص محدودي الرؤية، منغلقين على الفهم وعلى الانفتاح على الخير الموجود في العالم غير المسيحي”.
ولكن الحقيقة هي أن “كل حركة إنسانية (humanism) منفصلة عن معرفة المسيح، ومعادية بشكل إيديولوجي للإيمان المسيحي تؤدي بشكل حتمي إلى مجتمع غير إنساني. هذا هو الدرس المأساوي الذي تعلمناه من القرن العشرين”.
وذكر الكاردينال بيفي كلمات الطوباوي ألفريدو إيدلفونسو شوستر، أسقف ميلان من 1929 إلى 1954، الذي كان يقول للإكليريكيين في أيامه الأخيرة: “يبدو وكأن الناس لم تعد تقتنع بوعظنا، إلا أنها ما زالت تؤمن بالقداسة، وما زالت تركع وتصلي. لا تنسوا: الشيطان لا يخاف من ملاعب الرياضة أو من دور السينما، إلا أنه يرتعب من قداستنا”.