الفاتيكان، 15 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العددين 46 و 47 من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة ورسالة الكنيسة.
* * *
العظة
46. نظرًا لأهمية كلمة الله، تتولد الضرورة لتحسين نوعية العظة. فالعظة هي “جزء من العمل الليتورجي” (139)؛ ويأتي دروها ليمهد فهمًا أكمل وأفعل لكلمة الله في حياة المؤمنين. لهذا على حاملي سر الدرجة أن “يحضروا بدقة العظة، مرتكزين على معرفة مناسبة للكتب المقدسة” (140).
يجب تحاشي العظات العامة أو النظرية. وبوجه الخصوص، يجب أن تقوم العظة بربط كلمة الله بشكل حميم بالاحتفال الأسراري (141) وبحياة الجماعة، لكي تكون كلمة الله سندًا حقيقيًا وحياةً للكنيسة (142).
وعليه، يجب الحرص على الغاية التعليمية والإرشادية للعظة. من المستحسن أن يتم – انطلاقًا من كتاب القراءات الذي يمتد على دورة 3 سنوات – تقديم عظات تعالج مواضيع الإيمان المسيحي الكبرى، طوال السنة الليتورجية، بالرجوع إلى “الأعمدة” الأربعة التي تقدمها السلطة التعليمية في الكنيسة، في “تعليم الكنيسة الكاثوليكية” و ومؤخرًا في “خلاصة تعليم الكنيسة الكاثوليكية”: إعلان الإيمان، الاحتفال بالسر المسيحي، الحياة في المسيح، الصلاة المسيحية (143).
تقدمة القرابين
47. لقد لفت آباء السينودس الانتباه أيضًا إلى تقدمة القرابين. الأمر ليس مجرد “فاصل” بين ليتورجية الكلمة والليتورجية الافخارستية. فلو كان كذلك لأدى إلى انتقاص في معنى الطقس الواحد المؤلف من قسمين.
في الواقع، يحمل هذا العمل المتواضع والبسيط معنى ساميًا جدًا: في الخبز والخمر الذي نحمل إلى المذبح، يتقبل المسيح كل الخليقة لكي يحولها ويقدمها إلى الآب (144). في هذا الإطار، نحمل إلى المذبح كل آلام وضيقات العالم أيضًا، واثقين بأن كل شيء هو قيم في عيني الله.
لا يحتاج هذا العمل الرمزي، إذا ما أردنا عيشه في معناه الأصيل، إلى تسليط الضوء عليه عبر تعقيدات غير ضرورية. فهو يؤهلنا لتقدير الشركة الأولية التي يطلبها الله من الإنسان لكي يحقق بالتالي المشروع الإلهي فيه، فيعطي هكذا العمل الإنساني ملء معناه، إذ يتحد، عبر الاحتفال بالافخارستيا، بذبيحة فداء المسيح.