وتوجه الأب الأقدس من ثم إلى قاعة الطعام المخصصة للنساء، حيث وجه كلمة ضمنها تحية شكر لراهبات مرسلات المحبة والمتطوعين، وعبر عن قربه الروحي من الذين يجدون في هذا المنزل استقبالا ودودا محبا، وإصغاء وتفهما ومؤازرة يومية: مادية وروحية، وقال: “أنا هنا لأقول لكم إن البابا يحبّكم وهو قريب منكم”.
وأضاف بندكتس السادس عشر يقول إن الطوباية الأم تريزا أرادت إطلاق اسم “عطية مريم” على هذا المنزل، آملة بأن يتمّ فيه ـ وعلى الدوام ـ اختبار محبة العذراء القديسة، وقال: لهي عطية من مريم أن يشعر كل من يقرع الباب بالاستقبال المحب للراهبات والمتطوعين، ولهي عطية من مريم أيضا الإصغاء إلى أشخاص يعانون المصاعب وخدمتهم بالطريقة نفسها التي تصرفت بها أم الرب مع القديسة أليصابات.
وتمنى البابا في كلمته أن يسم هذا الأسلوب من المحبة الإنجيلية ويميز على الدوام دعوة مرسلات المحبة، كيما يستطعن، وإضافة إلى المساعدة المادية المُقدمة، إيصال محبة المسيح و”بسمة الله” اللتين حركتا حياة الأم تريزا، إلى الذين يلتقين بهم يوميا.
وذكّر الأب الأقدس من ثم بكلمات للأم تريزا دي كالكوتا “نحتفل بعيد الميلاد كل مرة نسمح ليسوع بمحبة الآخرين من خلالنا”. وأضاف يقول إن الميلاد هو سر المحبة ويُظهر لنا من خلال تأملنا بولادة يسوع في بيت لحم، صلاح الله اللامتناهي الذي أراد ملاقاة فقر البشر وعزلتهم؛ وقَبل أن يسكن بيننا ليقاسمنا مصاعبنا اليومية؛ ولم يتردد في أن يحمل معنا ثقل الحياة، بعنائها وهمومها. وتابع البابا قائلا: لقد وُلد يسوع من أجلنا ليبقى معنا ويقدم لكل من يفتح له بابَ قلبه عطيةَ فرحه وسلامه ومحبته. وبولادته في مغارة، عرف يسوع المصاعب التي يواجهها كثير من بينكم.
وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: فليساعدنا الميلاد على أن نفهم بأن الله لا يتركنا أبدا، ويذهب دوما لملاقاتنا ويحمينا ويَقلق على كل واحد منا، لأن كل شخص لاسيما الأصغر والأضعف هو ثمين في عيني الآب الغني بالمراحم. فمن أجلنا، ومن أجل خلاصنا، أرسل ابنه للعالم، عمانوئيل، الله معنا.
وبعدها تفقد البابا قاعة الطعام المخصصة للرجال ليختم زيارته في كنيسة المخلص المجاورة لمنزل “عطية مريم”، حيث وجه كلمة شكر فيها الجميع على استقبالهم الحار، كما وعبر عن سروره بلقائه الرئيسين العامين لمرسلي المحبة والأخوة المتأمّلين لمرسلي المحبة. تحية شكر وجهها بندكتس السادس عشر أيضا للمؤمنين العلمانيين الذين يقدمون يد المساعدة وقال: “تشكلون جميعا سلسة محبة مسيحية لا يستطيع هذا المنزل بمعزل عنها الاستمرار في خدمة المحتاج”.
وأضاف الأب الأقدس يقول إن زيارته اليوم إلى منزل “عطية مريم” ترتبط بالزيارات العديدة التي قام بها خادم الله يوحنا بولس الثاني الذي أراد منزل استقبال الفقراء بالقرب من بازيليك القديس بطرس الذي خدم يسوع وتبعه وأحبه.
ويأتي لقاؤنا هذا ـ أضاف البابا ـ في الذكرى السنوية العشرين لبناء هذا المنزل وتدشينه من قبل يوحنا بولس الثاني، في الحادي والعشرين من أيار مايو من عام 1988. وقال الأب الأقدس إن علامات كثيرة من التضامن والمحبة شهدتها جدران هذا المنزل خلال تلك السنوات، وهي علامة ومثال للجماعات المسيحية كيما تلتزم في أن تكون على الدوام جماعات مضيافة ومنفتحة.
وتابع البابا قائلا: فلتعلمنا العذراء مريم التي قدمت ذاتها بكليتها للكلي القدرة، وغُمرت مجددا بكل نعمة وبركة مع مجيء ابن الله، أن نجعل من حياتنا عطية يومية لله الآب، في خدمة الأخوة والإصغاء إلى كلمته ومشيئته. وعلى غرار المجوس الذين أتوا من بعيد للسجود أمام المسيح ـ الملك، إذهبوا أنتم أيضا على طرقات العالم، متّبعين مثل الأم تريزا، واشهدوا دوما وبفرح على محبة يسوع، وخصوصا إزاء الفقراء، مانحا الجميع بركته الرسولية.
البابا يزور منزل "عطية مريم" لمرسلات المحبة: نحتفل بعيد الميلاد كل مرة نسمح ليسوع بمحبة الآخرين من خلالنا
الفاتيكان، 6 يناير 2007 (ZENIT.org). – عن إذاعة الفاتيكان – زار البابا صباح الجمعة الماضي في الفاتيكان منزل “عطية مريم” لمرسلات المحبة للطوباوية الأم تريزا دي كالكوتا وقد تأسس لعشرين سنة خلت برغبة من الأم تريزا والبابا يوحنا بولس الثاني الذي دشّنه في الحادي والعشرين من أيار مايو عام 1988، وهو منزل لاستقبال أفقر الفقراء والمعوزين. وقد استقبلت مرسلات المحبة بحفاوة كبيرة البابا بندكتس السادس عشر، في أول زيارة يقوم بها مع مطلع عام 2008، تتقدمهن الرئيسة الإقليمية الأخت ماريا بيا.