(روبير شعيب)
روما، 21 يناير 2008 (ZENIT.org). – “لبنان، هلم خارجًا من هذه الحالة. اخرج من قبر الحرن، ومن حالة شبه الموت هذه، ثم قم وسر قدمًا رايةً للسلام وللحياة المسيحية في الشرق الأوسط”، بهذه الكلمات تطرق عميد مجمع الكنائس الشرقية إلى الوضع في لبنان، وحض الموارنة على أن يكونوا روادًا في قيامة لبنان من “قبر حزنه”.
جاءت كلمات الكاردينال ليوناردو ساندري في إطار العظة التي تلاها خلال القداس الاحتفالي مساء الأحد 20 يناير بمناسبة اختتام الاحتفالات اليوبيلية المئوية الثالثة لتواجد الرهبنة المارونية المريمية في روما في كنيسة مريم الكبرى في روما.
استهل الكاردينال ساندري عظته بالإشارة إلى أن هذه المناسبة هي مؤاتية لشكر الله على جزيل عطاياه للرهبنة المارونية المريمية ولفت إلى أن “تواجدنا في بيت مريم يسهل علينا شكر الله لأننا ننجذب بشكل مرئي إلى جمال الرب وأمه الذي يتألق في هذه الكنيسة العريقة”.
وتابع بالقول بأن مريم “هي التي تضع على شفاهنا، وقبل ذلك في قلوبنا نشيد التسبيح. فعبر ابنها يسوع، على مذبح الصليب، نضحي أضحية مرضية لدى الله بالمسيح، ونحن متحدين بمريم بفضل الروح القدس الذي يحركنا. ونصبح بالتالي نحن بالذات تسبحة شكر يرتضيها الله الآب”.
وضم الكاردينال صوته إلى “العائلة المريمية المجتمعة في هذه البازيليك مع أبيها العام” وقال: “نرفع إلى الله نشيد مريم: نفسي تعظم الرب، نفوس كل أبناء الرهبنة، وكل الكنيسة تعظم الرب”.
وشكر الكاردينال الرهبنة على الخدمة التي تؤديها في كل الأماكن والدول التي تتواجد فيها، وحض الرهبان على تغذية حياتهم الجماعية باللقاء مع مريم في محبة المسيح المطيع، العفيف والفقير. وقال: “أية عطية يمكنكم منحها للكنيسة سوى أمانتكم للحياة الرهبانية، للحياة على خطى المسيح؟”.
وحضهم إلى الأمانة للحياة التأملية بالقول: “إن أول ما تطلبه إليكم شفيعتكم هو الأمانة للحياة التأملية. أقيموا دومًا، أقله قلبيًا، في هيكل الرب. احفظوا على مثال مريم كلمة ابنها وتأملوها في قلبكم”.
وتابع: “من التأمل ينبثق السبيل السوي، سبيل المحبة التي لا تشتت عن التأمل بل تعمقه”.
وقال عميد مجمع الكنائس الشرقية أن ثمرة الطريق السوي هي الشكران، ونشيد التعظيم، الذي هو شهادة لمحبة الله للعالم.
وحض الرهبان أن عليهم الاقتداء بمريم “كمثال التأمل المطلق”، ذلك التأمل الذي فيه وحده تنمو الحياة الرهبانية والانجيلية وتزدهر.
وذكر الرهبنة بأن تاريخها العريق والسخي بالالتزام يلزمها بمتابعة العمل في حقل المسيح والشهادة.
كما وأوصى الرهبان بالأمانة إلى الأب الأقدس مشيرًا إلى أن هذه الأمانة “لطالما كانت وتبقى عنوان فخر للكنيسة المارونية”.
هذا وحض الموارنة إلى مساعدة الكنائس الشرقية عبر الالتزام بالعمل على تعزيز وحدة المسيحيين.
كما ودعاهم إلى مساندة مسيرة وطنهم لبنان، الذي يجعل خاصته صراخ المسيح على الصليب: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني”. وتابع الكاردينال بأنه في الوقت عينه يتردد صدى كلمات يسوع إلى العازر: “العازر، هلم خارجًا من القبر”، “لبنان، هلم خارجًا من هذه الحالة. اخرج من قبر الحرن، ومن حالة شبه الموت هذه، ثم قم وسر قدمًا رايةً للسلام وللحياة المسيحية في الشرق الأوسط”.
وختم بالقول: “نصلي أن يكون الموارنة روادًا في قيامة لبنان هذه”.