وانتقل بندكتس السادس عشر ليتحدث عن المقارنة الثانية متحدثاً عن هيكلية الكاتدرائية الغوطية المعقدة ولكن في الوقت عينه “ترمز الى وحدة خليقة الله بدقة وانسجام”. وفي هذا السياق تطرق البابا الى موضوع الإنشقاق “بين مختلف الفرق، مختلف الأجيال ومختلف الأعضاء في نفس العائلة الدينية”، فقال: “لا يسعنا أن نمضي قدماً إلا إذا حولنا نظرنا جميعاً صوب المسيح! على ضوء الإيمان، سنكتشف الحكمة والقوة اللازمتين لانفتاح أنفسنا على وجهات نظر قد لا تتفق بالضرورة مع الأفكار والافتراضات الخاصة بنا.
أما المقارنة الأخيرة فتتعلق بوحدة الكاتدرائية الغوطية التي “ليست الوحدة الساكنة لمعبد كلاسيكي، وإنما وحدة تنبثق عن دينامية قوى مختلفة، تدفع هذه البنية نحو الأعلى، صوب السماء”. هنا أيضاً – قال البابا – نرى رمز وحدة الكنيسة، التي هي – كما قال القديس بولس – وحدة جسد حي يتكون من أعضاء كثيرة مختلفة، لكل واحد منها وظيفته الخاصة”.
وهنا توجه البابا الى الحاضرين مشجعاً إياهم على القيام بواجباتهم بحسب المواهب والعطايا التي أعطيت لكل واحد منهما. فللكهنة قال البابا: “أنتم أيها الكهنة الأعزاء، من خلال سر الكهنوت، أخذتم صورة المسيح، رأس الجسد”. وللشمامسة قال: “وأنتم أيها الشمامسة الأعزاء، رسمتم لخدمة هذا الجسد”. وأخيراً للمكرسين والمكرسات – التأمليين والرسوليين معاً – قال: “كرستم حياتكم للسير على خطى المعلم الإلهي بمحبة سخية وتفان تام في سبيل الإنجيل”.
وختم بندكتس السادس عشر داعياً االحاضرين الى المضي قدماً “كمن يبشر بالرجاء في خضم هذه المدينة، وجميع تلك الأماكن حيث وضعتنا نعمة الله”، لتعرف الكنيسة في امريكا “ربيعاً جديداً”.