بندكتس السادس عشر للكهنة والمكرسين: "امضوا كمن يبشر بالرجاء لتعرف الكنيسة في امريكا "ربيعاً جديداً"

بقلم طوني عساف

نيويورك، الأحد 20 أبريل 2008 (Zenit.org). – خلال الاحتفال بالذبيحة الإلهية مع الكهنة والكرسين في كاتدرائية القديس باتريك في نيويور يوم أمس، تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن أجه التشابه بين بنية الكاتدرائية والكنيسة الحية.

وبدأ البابا المقارنة بالنوافذ الزجاجية التي “تملأ الداخل بنور سري”. “هذه النوافذ من الخارج سوداء وحالكة وملطخة، ولكن متى دخلنا الكنيسة، نشعر بأنها حية، ويظهر رونقها من خلال النور الذي يخترقها”. وتابع البابا أن عدداً كبيراً من الكتاب استعمل صورة الزجاج الملطخ ليصف سر الكنيسة ذاتها”. فقط من الداخل، من خبرة الإيمان والحياة الكنسية – تابع قداسته – يمكننا رؤية حقيقة الكنيسة: مفعمة بالنعمة، ومشعة بالجمال ومزدانة بعطايا الروح القدس. غير أن البابا اشار أيضاً الى أن بنيان الكنيسة حية صعب في عالم “يميل الى النظر الى الكنيسة، كالزجاج الخارجي الملطخ، من الخارج”، قائلاً بأنه عالم “تنقصه الروحانية، ويجد صعوبة في الدخول في سر الكنيسة”. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الناظرين الى الكنيسة من الخارج، فحتى “بالنسبة لمن منا داخل الكنيسة، قد يشح نور الإيمان بسبب الروتين، ويُظلِم بهاء الكنيسة بسبب خطيئة وضعف أعضائها، وقد يسيطر عليها التعتيم بسبب العقبات التي تعترضها في مجتمع يبدو وكانه في بعض الأحيان ينسى الله، ويغفل عن أبسط المسائل في الأخلاق المسيحية”.

Share this Entry

وانتقل بندكتس السادس عشر ليتحدث عن المقارنة الثانية متحدثاً عن هيكلية الكاتدرائية الغوطية المعقدة ولكن في الوقت عينه “ترمز الى وحدة خليقة الله بدقة وانسجام”. وفي هذا السياق تطرق البابا الى موضوع الإنشقاق “بين مختلف الفرق، مختلف الأجيال ومختلف الأعضاء في نفس العائلة الدينية”، فقال: “لا يسعنا أن نمضي قدماً إلا إذا حولنا نظرنا جميعاً صوب المسيح! على ضوء الإيمان، سنكتشف الحكمة والقوة اللازمتين لانفتاح أنفسنا على وجهات نظر قد لا تتفق بالضرورة مع الأفكار والافتراضات الخاصة بنا.

أما المقارنة الأخيرة فتتعلق بوحدة الكاتدرائية الغوطية التي “ليست الوحدة الساكنة لمعبد كلاسيكي، وإنما وحدة تنبثق عن دينامية قوى مختلفة، تدفع هذه البنية نحو الأعلى، صوب السماء”. هنا أيضاً – قال البابا – نرى رمز وحدة الكنيسة، التي هي – كما قال القديس بولس – وحدة جسد حي يتكون من أعضاء كثيرة مختلفة، لكل واحد منها وظيفته الخاصة”.

وهنا توجه البابا الى الحاضرين مشجعاً إياهم على القيام بواجباتهم بحسب المواهب والعطايا التي أعطيت لكل واحد منهما. فللكهنة قال البابا: “أنتم أيها الكهنة الأعزاء، من خلال سر الكهنوت، أخذتم صورة المسيح، رأس الجسد”. وللشمامسة قال: “وأنتم أيها الشمامسة الأعزاء، رسمتم لخدمة هذا الجسد”. وأخيراً للمكرسين والمكرسات – التأمليين والرسوليين معاً – قال: “كرستم حياتكم للسير على خطى المعلم الإلهي بمحبة سخية وتفان تام في سبيل الإنجيل”.

وختم بندكتس السادس عشر داعياً االحاضرين الى المضي قدماً “كمن يبشر بالرجاء في خضم هذه المدينة، وجميع تلك الأماكن حيث وضعتنا نعمة الله”، لتعرف الكنيسة في امريكا “ربيعاً جديداً”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير