روما، الجمعة 17 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع عشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

الحفاظ على خير السلام

ولقد أثبت التاريخ أن محاربة الله لاستئصاله من قلوب البشر تقود بالبشرية، الخائفة والمنهكة، نحو خيارات بدون مستقبل. ولا بد أن يدفع هذا الأمر بالمؤمنين بالمسيح إلى أن يكونوا شهودا لله الذي هو حقيقة ومحبة، ويعملوا في خدمة السلام في إطار تعاون مسكوني واسع مع الديانات الأخرى وكذلك أيضا مع جميع البشر ذوي الإرادة الحسنة. إن حقيقة السلام تتطلب من الجميع تغيير الاتجاه عبر خيارات واضحة وحازمة والتطلع نحو نزع السلاح النووي بشكل تدريجي وتوفيقي. بالإمكان عندئذ استخدام الموارد المدَّخرة في مشاريع تنموية لما فيه خير جميع السكان، وبالدرجة الأولى، الأشد فقرا. الأمنية التي تنطلق من صميم القلب هي أن يجد المجتمع الدولي من جديد الشجاعة والحكمة لإطلاق عملية نزع السلاح وتطبيق الحق في السلام الذي هو لكل إنسان وكل شعب. إن التزام مختلف هيئات المجتمع الدولي في صون خير السلام يسمح لها باستعادة السلطة اللازمة كي تكون مبادراتها أكثر مصداقية وحزما. فلنوجه أنظارنا بثقة وتجرد إلى مريم، والدة أمير السلام. في مطلع السنة الجديدة نطلب منها أن تساعد شعب الله كله كي يكون في مختلف الظروف فاعل سلام ويستنير من الحقيقة التي تحرر (يوحنا 8،32). وليزداد، بشفاعة العذراء مريم، تقدير البشرية لهذا الخير الأساسي كي تلتزم في ترسيخ وجوده في العالم لتعطي الأجيال الآتية مستقبلا أكثر أمنا وصفاء.