روما، الاثنين 6 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

صورة الله

لقد خُلق الإنسان على صورة الله ومثاله (تك 1، 26 – 27). في الكائن البشري، تلامس السماء الأرض. في الكائن البشري، يلج الله في خليقته؛ ويرتبط الكائن البشري بالله مباشرة. فالله يدعو الكائن البشري وتنطبق كلمة الله في العهد القديم على كل كائن بشري: "لقد دعوتك باسمك وأنت لي". الله يعرف كل كائن بشري ويحبه. الله يريد كلًا منا، وكلٌ منا على صورة الله. هذا الأمر هو أعمق وأعظم ركيزة لوحدة الجنس البشري – كل منا، كل كائن بشري، يحقق مشروع الله الواحد ويصدر عن فكرة الله الخلاقة عينها. ولذا يقول الكتاب المقدس أن كل من يتعدى على كائن بشري يتعدى على ملك الله (تك 9، 5). يحمي الله الحياة البشرية حماية خاصة، لأن كل كائن بشري، مهما كان بائسًا أو مجيدًا، مهما كان مريضًا أو متألمًا، مهما كان عديم الفائدة أو مُهمًا، أوُلد أم لم يولد، أكان مصابًا بمرض عضال أو كان مشعًا بالصحة – كل إنسان يحمل نسمة الله في داخله، وكل إنسان هو صورة الله. هذه هي الركيزة الأعمق لحصانة الكرامة البشرية، وعلى أسسها تبنى أية حضارة. عندما  لا نعود ننظر إلى الإنسان كمحمي من الله وحامل لنفَس الله، عندها نبدأ بالنظر إلى الإنسان انطلاقًا من موضة المنفعة. وعندها تظهر البربرية والوحشية التي تدوس الكرامة البشرية. وبالمقابل: عندما نرى هذه الصورة، تظهر جليًا درجة عالية من الروحانية والخلقية.