روما، الخميس 2 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

الله ينتظرنا

 

في الكتاب المقدس، يمثل الخبز حاجة الإنسان في حياته اليومية. يجعل الماء الأرض خصبة: وهو الهبة الأساسية التي تجعل الحياة ممكنة. من ناحية أخرى، يعبر الخمر عن امتياز الخليقة ويعطينا الاحتفال الذي من خلاله نستطيع أن نذهب ما وراء حدود رتابة حياتنا اليومية؛ يقول المزمور: "الخمر يفرح قلب الإنسان". هذا الخمر، ومعه، الكرمة، صارا صورة لهبة الحب التي من خلالها نستطيع أن نتذوق نكهة الألوهة. لقد خلق الله الكرمة لذاته – وهذه صورة لتاريخ حبه للبشرية، وحبه لإسرائيل الذي اصطفاه . لقد وضع الله في الرجل والمرأة، اللذين خلقهما على صورته، القدرة على الحب، وبالتالي القدرة على محبته كخالقهما. مع نشيد حب النبي أشعيا، يريد الله أن يخاطب قلب شعبه – وأن يخاطب كلاً منا. يقول لنا: "لقد خلقتكم على صورتي ومثالي. أنا المحبة، وأنتم صورتي بقدر ما يشع فيكم تألق الحب، وبقدر ما تجيبون بمحبة على نداء حبي". الله ينتظرنا ويريدنا أن نحبه: ألا يجدر بقلوبنا أن تتحرك لهذا النداء؟ يأتي للقائنا، يأتي إلى لقائي. هل سيلقى جوابًا؟ أو هل سيحدث معنا ما جرى مع الكرمة التي يقول فيها الرب في أشعيا: "لقد انتظرت أن تثمر عنبًا فأثمرت حصرما"؟ أليست حياتنا المسيحية غالبًا أشبه بالخل منه بالخمر؟ أليست حياة رثاء للذات، وصدام، ولامبالاة؟