روما، الأربعاء 1 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الأول من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

لاهوت الطفولة

إن لاهوت الطفولة هو عنصر أساسي في المسيحية. ففي نهاية المطاف، إن فحوى إيماننا هو أن عظمة الله السامية تتجلى بالتحديد في الضعف. في المدى البعيد، إن قوة التاريخ تتجلى في أولئك الذين يحبون، أي في قوةٍ – إذا ما أردنا التعبير بشكل مناسب – لا يمكن قياسها بواسطة معايير القوة. ولذا، لكي يبين الله هويته، أراد الكشف عن نفسه في ضعف الناصرة والجلجلة. الأقوى ليس ذلك الذي يستطيع أن يدمر أكثر – ففي العالم ما زالت قدرة التدمير هي الدليل الحقيقي للقوة – بل، على العكس، فأضعف ما في الحب هو أعظم من أكبر قوة مدمرة... جوهر الدين هو علاقة الإنسان أبعد من ذاته بذلك الواقع المجهول الذي يسميه الإيمانُ الله. باستطاعة الإنسان الذهاب أبعد من كل ما هو ملموس، وكل الوقائع المحسوسة للدخول في هذه العلاقة الأولية. يعيش الإنسان عبر العلاقات التي يقيمها، وصلاح حياته يعتمد على صلاح علاقاته الأساسية... ولكن ما من واحدة من هذه العلاقات تستطيع أن تكون جيدة ما لم تكن جيدة العلاقة مع الله. يمكنني القول بأن هذه العلاقة بالذات هي فحوى الدين.