القدس، 2 أكتوبر 2008 (ZENIT.org) – قام بندكتس السادس عشر “بثورة حاذقة” في ما يتعلق بالعلاقات مع اليهود خلال زيارته إلى باريس في وقت سابق من الشهر الماضي، وذلك أنه وبكل بساطة نقل عن التلمود، بحسب ما قال كاهن إسرائيلي.
هذا ما أوضحه الأب اليسوعي دايفيد مارك نيوهوس، أمين عام النيابة الأسقفية الكاثوليكية الناطقة بالعبرية في إسرائيل، والمعروفة أيضاً بجمعية القديس يعقوب، في مقالة نُشرت على الموقع الإلكتروني التابع للنيابة الأسقفية الكاثوليكية الناطقة بالعبرية في إسرائيل. ويخدم الأب نيوهوس أيضاً ككاهن مسؤول عن الجماعة الكاثوليكية الناطقة بالعبرية في حيفا.
قال: “لقد اعتدنا على النبرة الودية في التصريحات والتحيات البابوية الموجهة إلى مختلف الجماعات اليهودية إذ أن البابوات بدأوا يسافرون حول العالم منذ المجمع الفاتيكاني الثاني. ولكن لربما تجدر الإشارة إلى أن الأب الأقدس قام بثورة حاذقة أخرى خلال اللقاء الأخير مع الممثلين عن الطائفة اليهودية في فرنسا.
ففي إطار التعليق على أهمية يوم السبت، قال البابا: “ألا ينص التلمود يوما (85 ب) على أن “يوم السبت قد أُعطي لكم، ولكنكم أنتم لم تُعطوا للسبت؟”
وأوضح الأب نيوهوس أن الكنيسة في فرنسا معروفة بتاريخها المراقب للتلمود، جسد الشريعة المدنية والشعائرية اليهودية.
وكتب اليسوعي: “سنة 1239، بعث البابا غريغوريوس التاسع برسالة إلى ملوك أوروبا، طالباً منهم مصادرة كتب التلمود من الجماعات اليهودية التي تعيش على أراضيهم. وكانت الاتهامات تشير إلى أن التلمود يشتمل على تجديفات ضد العقيدة المسيحية، ويشكل عائقاً أمام اعتناق المسيحية لدى اليهود.
“لم يقم الملوك الفرنسيون بالكثير خارج فرنسا، على الرغم من أن الرقابة على التلمود فُرضت في عدة أماكن.
“في فرنسا، ونتيجة لرسالة البابا المدينة للتلمود، حصل النزاع العام الأول بين اليهود والمسيحيين بين 25 و27 يوليو سنة 1240 في باريس. بعد مرور سنتين، وفي سنة 1242، أحرقت أربع وعشرون عربة محملة بالكتب، بما فيها العديد من مخطوطات التلمود الثمينة.
هذا وأمر الملك الفرنسي لويس التاسع بالقيام بمصادرات أخرى سنة 1247 و1248، وقد أيد الملوك الفرنسيون من بعده هذا المبدأ. وتم إحراق آخر في تولوز سنة 1319″.
وسأل اليسوعي: “أوليست إذاً بثورة حاذقة أن يقوم الأب الأقدس ليس فقط بتوجيه تحية حارة إلى الجماعة اليهودية في باريس، لا بل أيضاً بالنقل عن التلمود البابلي عينه؟ أوليس مهماً أيضاً أن ينقل عن تعليم تلمودي يرجع صدى تعليم يسوع الناصري؟”
نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط
