روما، الأحد 5 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان - قام البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة من صباح السبت بزيارة رسمية إلى القصر الجمهوري الإيطالي "الكويريناليه"، التقى خلالها رئيس الجمهورية الإيطالية السيد جورجيو نابوليتانو، ورئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني وعدداً من الوزراء الإيطاليين. إنها الزيارة الثانية التي يقوم بها بندكتس السادس عشر إلى الكوريناليه، بعد تلك التي جرت في الرابع والعشرين من حزيران يونيو عام 2005، عندما التقى ـ وبعد شهرين ونيف على انتخابه حبراً أعظم ـ الرئيس الإيطالي آنذاك السيد كارلو أتزيليو تشامبي.
رافق الحبرَ الأعظم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتونيه، رئيس اللجنة الحبرية لدولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال جوفاني لايولو، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال أنجيلو بانياسكو، إضافة إلى نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أغوستينو فاليني والسفير البابوي لدى الجمهورية الإيطالية المطران جوزيبيه بيرتيلو.
وجه البابا كلمة إلى الرئيس نابوليتانو ومن خلاله إلى جميع الإيطاليين أعرب فيها عن محبته وتقدريه الكبيرين للأمة الإيطالية. هذا ثم حث الحبر الأعظم إيطاليا على قبول الإسهام الذي يقدمه الكاثوليك في الحياة العامة، مشيراً إلى أن الكنيسة لا تتدخل بالشؤون السياسية ولا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى فرض قيود على الحريات العامة، لكن ينبغي أن يشعر أبناء الكنيسة بأنهم أحرار في التصرف وفقاً لمعتقداتهم وما يمليه عليهم ضميرهم، وفي ضوء عقيدة الكنيسة الاجتماعية وكلمات الإنجيل المقدس.
وإذ حث البابا بندكتس السادس عشر إيطاليا ـ حكومة وشعباً ـ على البقاء أمينة لجذورها المسيحية، سطر ضرورة أن تعمل مكونات المجتمع كافة على تحقيق الخير العام، في جو من الاحترام المتبادل. وأكد أن الكنيسة تسعى بدورها إلى تنشئة الأجيال الفتية وتدعو رجال ونساء الغد إلى أن يكونوا مواطنين مسؤولين ويقدّموا إسهامهم في الحياة العامة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تصب في مصلحة إيطاليا، أوروبا والعائلة البشرية برمتها. وذكّر البابا راتزينغر الرئيس الإيطالي بأن الكنيسة الكاثوليكية تساعد الفقراء، المهمشين، العائلات المعوزة، المسنين، الشبان العاطلين عن العمل وكل محتاج.
وتابع البابا يقول: أعلم جيداً أن إيطاليا تجتاز حالياً مرحلة صعبة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية إذ إن العالم كله يشهد تحولات متعددة الأوجه. وأكد أن هذه الصعوبات لا تشكل عائقاً في وجه رعاة الكنيسة الذين يؤدون رسالتهم بإخلاص وحزم وتفان. كما أشار الحبر الأعظم إلى التزام الكنيسة الكاثوليكية في الحقل التربوي، الذي يدخل في إطار جهودها الآيلة إلى بناء مجتمع الغد، مشدداً على ضرورة أن يرتكز كل نشاط تعليمي إلى مبدأ الحرية الحقة، الذي يشكل شرطاً أساسياً لنمو المجتمع وتحقيق الخير العام.
وفي ختام كلمته إلى الرئيس الإيطالي سأل الحبر الأعظم العذراء مريم القديسة أن تعضد إيطاليا وتلف جميع سكانها بحمايتها الوالدية. ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.