السابع من أكتوبر
روما، الثلاثاء 7 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الوردية
تعود صلاة الوردية تاريخيًا إلى العصور الوسطى. لقد تطلع الناس إلى مزامير تناسبهم فوجدوا الصلاة إلى مريم مع أسرار حياة يسوع المسيح التي كانوا يلفون أعناقهم بخرزات عقدها. تؤثر بك هذه الصلاة بطابعها التأملي، والتكرار يساعد النفس على الاستقرار في الهدوء، عبر التمسك بـ “الكلمة”، وفوق كل شيء بشخصية مريم وبصور المسيح التي تمر بك، فتحرر روحك وتمنحك رؤية الله. تقدم لنا الوردية صلة بهذه المعرفة الأولية القائلة بأن التكرار هو جزء من الصلاة، من التأمل، بأن التكرار هو سبيل إلى استقرار النفس في إيقاع الهدوء. إنها مسألة السماح لذاتي بأن تُرفع على أيدي التكرار الهادئ والإيقاع الثابت. وهذا الأمر جيد بقدر ما لا يخلو النص من المعنى. فالنص يضع أمام ناظري صورًا ورؤى رائعة، وفوق كل شيء شخصية مريم – ومن خلالها شخصية يسوع. لقد احتاج هؤلاء الناس إلى الصلاة التي تمنحهم الهدوء، والتي تخرجهم من ذواتهم، بعيدًا عن مشاكلهم، وتضع أمامهم التعزية والشفاء. هذه الخبرة الأساسية في تاريخ الأديان، هذا الترداد، والإيقاع، والكلمات المؤتلفة، والغناء سوية، التي تحملني وتسكّنني وتملأ فسحاتي، ولا تلوعني بل تمنحني الهدوء وتعزيني وتحررني، أضحت هنا خبرة مسيحية بالكامل، يصلي فيها الناس ببساطة في الإطار المريمي وفي إطار اعتلان المسيح إلى البشر، وفي الوقت عينه يفسحون المجال لهذه الصلاة لكي تصبح صلاة داخلية في حياتهم، في فسحة يتحد فيها الروح بالكلمة.