الثامن من أكتوبر
روما، الأربعاء 8 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الأمثال
علم يسوع بشكل كبير عبر الأمثال… يصرح يسوع بشكل علني بأن الأمثال هي السبيل الذي من خلاله تتحقق معرفة الإيمان في العالم (يو 16، 25)… للأمثال دوران أساسيان. من جهة، تتخطى الأمثال بُعد الخليقة، لكيما عبر هذا التجاوز، تتمكن من جذب الخليقة أبعد من ذاتها، نحو الخالق. من ناحية أخرى، تقبل خبرة إيمان الماضي، فتشكل امتدادًا للأمثال التي نمت مع تاريخ إسرائيل. يجب أن نضيف هنا نقطة ثالثة: تفسر الأمثالُ العالم البسيط، عالم الحياة اليومية، لكي تبين كيف يتم فيه تجاوز ما هو مجرد أفكار شائعة بشرية بحت. من جهة، يتجلى محتوى الإيمان في المثل، ولكن من جهة أخرى، يوضح المثل نواة الواقع عينه. وهذا الأمر ممكن بفضل طبيعة المثل. وبالتالي، فقط من خلال المثل نتعرف على طبيعة العالم والإنسان… لا يقارب المثل خبرتنا للعالم من الخارج؛ على العكس، المثل هو ما يمنح هذه الخبرة عمقها الذاتي ويكشف ما هو مستتر في الأمور. الواقع هو حقيقة تتجاوز ذاتها، والمثل يحمل الإنسان على تجاوزها، فيفهم الإنسان لا الله وحسب، بل أيضًا، وللمرة الأولى، يفهم الواقع ويسمح لذاته وللخليقة أن تكون ما يجب أن تكون. فقط بما أن الخليقة هي مثل، يمكنها أن تضحي كلمة المثل.