روما، الأحد 12 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني عشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الله يضحي غنانا
الفقر الذي يقصده يسوع – والذي يقصده الأنبياء – يتطلب قبل كل شيء حرية داخلية من جشع التملك وهوس السلطة. هذا الواقع هو أكبر بكثير عن توزيع مختلف للأملاك، لأن هذا الأخير يعني الاستمرار في الإطار المادي، وبالتالي يسهم في جعل القلوب أكثر قساوة. إنها أولاً وخاصة مسألة تطهير للقلب، الذي من خلاله يكتشف المرء الملكية كمسؤولية، كواجب نحو الآخرين، ويضع نفسه تحت نظر الله ويسمح للمسيح أن يهديه، المسيح الذي كان غنيًا فافتقر لأجلنا (راجع 2كور 8، 9). الحرية الداخلية هي شرط أساسي للتغلب على الفساد والجشع اللذين يجتاحان عالم اليوم. يمكننا أن نجد هذه الحرية إذا أصبح الله غنانا؛ يمكننا أن نجدها في صبر التضحية اليومي، الذي تنمو الحرية الحقة من خلاله. يدلنا الملك على السبيل لتحقيق هذا الهدف: يسوع، الذي نهتف له في أحد الشعانين، والذي نطلب إليه أن يجعلنا نمشي معه في سبيله… يأتي إلى كل الثقافات وإلى كل أنحاء العالم، إلى كل مكان، في الأكواخ الحقيرة وفي المناطق القروية الفقيرة كما إلى تألق الكاتدرائيات. يسوع هو هو في كل مكان، هو الواحد، وبالتالي، يتحد أولئك الذين يلتفون حوله ومعه للصلاة والمناولة في جسد واحد. يحكم المسيح من خلال صيرورته خبزنا، ومن خلال هبة ذاته لنا. هذه هي الوسيلة لبناء ملكوته.