مداخلة ممثلين اثنين عن الإصلاح
بقلم غرة معيط
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 (ZENIT.org) – إن التأييد الأول لإحدى مداخلات المشاركين في سينودس الأساقفة حول الكلمة حصده غير كاثوليكي. فالمحترم روبرت ك. ولش، رئيس المجلس من أجل تعزيز وحدة المسيحيين من تلامذة المسيح، الكنيسة المسيحية الحاضرة بشكل خاص في الولايات المتحدة، تمنى مساء الخميس الفائت أن يساعد مجمع السينودس هذا في إحداث التجديد حتى عند غير الكاثوليك.
ووفقاً لما قال “الممثل الأخوي”، فإن موضوع السينودس حول “كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها” يعتبر “موضوعاً أساسياً في حياة الكنيسة جمعاء، ويدعو إلى إطاعة الكنيسة والإصغاء إليها: الإطاعة في إعلاننا، والإطاعة في استجابتنا لكلمة الله الذي صار جسداً من أجل خير العالم بأسره وخلاصه”.
كما اعتبر ولش أن “وحدة المسيحيين هي قلب رسالة الإنجيل إذ أن الانقسامات في جسد المسيح تسبب الخزي أمام الله، وأمام العالم”.
“إن انقسامنا على طاولة الافخارستيا لا يمثل سوى إنكاراً مستمراً لقدرة الصليب على شفاء، ومصالحة، وربط كل ما هو على الأرض وكل ما هو في السماء”.
وعبر الممثل المسكوني عن أمله في أن “يُعمق هذا السينودس تفكيره حول العلاقة بين كلمة الله، والافخارستيا، ووحدة جميع المسيحيين في جسد المسيح الواحد”.
هذا وتمنى أيضاً على الأساقفة الكاثوليك “أن تتفحص مناقشاتكم خلال السينودس العلاقة بين كلمة الله ورسالة الكنيسة بطريقة أكثر شمولية، وبخاصة في ما يتعلق بالفقراء، والمتألمين، والمضطهدين، والمهمشين”.
“لقد التزمت كنيستي بفهم الرسالة المبنية على المبدأ الدليل “للوجود المهم” في الرسالة، الذي يعطي الأولوية للخدمة تجاه المخاطبين ومعهم على مستوى الحاجة الأكبر، فإنه يجب عدم الاستماع فقط إلى الفقراء، لا بل أيضاً تحضير اللقاء مع كلمة الله الحي في كفاحه وشهادته اليومية للرجاء أمام اليأس، وللحياة أمام الموت”.
كما أكد ولش على صلواته من أجل “ألا يحمل فقط سينودس الأساقفة هذا، بتفكيره حول كلمة الله، التجديد في حياة الكنيسة الكاثوليكية، لا بل أن يساعد حقاً الكنيسة جمعاء، ويحمل التجديد إلى الحركة المسكونية وإلى جميع الكنائس ذات العمل المشترك وهو التبشير في العالم الذي نحن مدعوون إليه “.
وبعد كلمة ولش، كانت مداخلة للمحترم غونار ستالست، الأسقف المتقاعد من أوسلو، النروج، من الاتحاد اللوثري العالمي للتأكيد على أن “موضوع السينودس هو مسكوني حقاً، إذ أنه يهم جميع الأديان، ويحمل رسالة إلى العالم”.
وأقر أن “الحوار بين الكاثوليك واللوثريين ساهم لأكثر من 30 عاماً في اختصار موضوع السينودس بأسئلة أساسية كعقيدة التبرير، ودور السلطة المقدسة، وطبيعة الكنيسة”.
واعتبر الممثل اللوثري أن “الديانات السماوية الثلاث وهي اليهودية، المسيحية، والإسلام، تلتقي اليوم على مفترق طرق بين العلمانية والأصولية”.
كما أكد على أن “حرية المعتقد وحرية التعبير هما من حقوق الإنسان الأساسية، مما يفترض في المجتمع وجود مجال للتعبير الأصولي عن الإيمان، على الرغم من أن ذلك يؤدي إلى التعصب والتشرذم”.
وتابع قائلاً: “والحالة أن الإرهاب باسم الله هو إساءة لجميع العقائد، إذ أنه عنف ضد الله. والوسيلة الوحيدة لتجنب الأصولية تكمن فقط في ترجمة أصدق للكتابات المقدسة. كما يجب على الكنيسة أن تستمر في الحفاظ على التوازن بين التساهل والحقيقة”.
ختاماً، ذكر أن “عولمة القلق والقنوط تتطلب عولمة الخلاص والرجاء، وأن القادة الدينيين مدعوون إلى العمل في خدمة السلام والمصالحة”.
هذا ويشارك في السينودس عشرة ممثلين أخويين عن كنائس وجماعات كنسية أخرى، يتناولون الكلمة في الأيام المقبلة أمام المجمع.