الفاتيكان، الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي المداخلة التي قدمها البطريرك عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك بابل للكلدان، في سينودس الأساقفة المنعقد في روما.
أنا ابن أرض إبراهيم ، العراق. وأنا متأكد من أن معظم المشاركين في هذه الجمعية المباركة يودون الحصول على بعض المعلومات عن حالة العراق، هذا البلد المعذب والغارق في الدماء.
إن كلمتي لن تكون قراءة سياسية، بل لمحة عن خبرة أب، يعيش منذ نصف قرن مع أبنائه الروحيين، ويرى مواطنيه يتألمون ويموتون. هو يشعر بواجب مقدس للدفاع عن حقوق الكنيسة والمؤمنين، وتكمن مهمته في حث القادة على المضي قدماً على الطرق المؤدية الى السلام والأمن. فلنقل الحقيقة: لقد حاولنا القيام بكل شيء لبلوغ السلام والطمأنينة في البلاد.
إن الحالة في بعض مناطق العراق كارثية ومأساوية. الحياة هي محنة : لا سلام ولا أمان، والحياة اليومية تفتقر الى العناصر الأساسية. لا نزال نفتقر إلى الكهرباء، المياه، الغاز، والاتصالات الهاتفية تزداد صعوبة. أغلقت طرقات بأكملها أغلقت أبواب المدارس وهي دائماً عرضة للخطر. المستشفيات ينقصها الكثير، والناس خائفون على سلامتهم.
الجميع يخشى عمليات الخطف، الاعتقالات وأعمال التخويف. وماذا نقول عن عمليات الخطف غير المبررة والتي تستمر يوماً بعد يوم، مسببة الضرر لأسر بكاملها وحارمة إياها من أحبائها، على الرغم من دفع عشرات الآلاف من الدولارات لإطلاق سراح لم يحدث أبداً؟ ناهيك عن عدد الضحايا المتزايد الناجم عن تفجيرات السيارات المفخخة والانتحاريين الذي يرتدون الأحزمة الناسفة.
أن نعيش كلمة الله يعني بالنسبة لنا أن نشهد لها دافعين الثمن حياتنا، كما حصل ويحصل مع تضحية الأساقفة، الكهنة والمؤمنين. وهم سيبقون في العراق أقوياء في الإيمان ومحبة المسيح بفعل نار كلمة الله.
ولذلك ، أتوسل إليكم لتصلوا من أجلنا ومعنا للرب يسوع ، كلمة الله، وأن تشاركوننا قلقنا، رجاءنا وألم جراحنا، لكيما يبقى الكلمة الذي صار جسداً في كنيسته ومعنا كبشرى سارة وعضدد لنا.
أسقفان وستة عشر كاهناً من كهنتنا اختطفوا ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد دفع فديات تتخطى حدود المعقول. البعض منهم ينتمي الى جماعة الشهداء الجدد الذين يصلون من أجلنا اليوم في السماء: رئيس أساقفة الموصل فرج رحو، الأب رغيد غني، وكاهنين آخرين وستة شباب.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية