الخامس عشر من أكتوبر
روما الأربعاء 15 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس عشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
الحقيقة التي تمنحنا السلام
إن السلام رغبة مضطرمة في قلب كل شخص بغض النظر عن الميزات الثقافية الخاصة. ولهذا السبب بالذات على كل فرد أن يشعر بأنه ملتزم في خدمة خير ثمين ويعمل كي لا تشوبه شائبة. إن جميع البشر ينتمون إلى عائلة واحدة. كما أن التعظيم المفرط للاختلافات الذاتية يتناقض مع هذه الحقيقة الأساسية. لا بد من استعادة الوعي بالمصير المشترك، في نهاية المطاف، لتقييم أفضل للاختلافات التاريخية والثقافية الذاتية بدون تضارب إنما بتجانس مع المنتمين إلى الثقافات الأخرى. هذه هي الحقائق البسيطة التي تجعل السلام ممكنا وتصبح سهلة الإدراك عندما ينصت المرء إلى قلبه بنوايا طاهرة. عندئذ يظهر السلام بطريقة جديدة: لا كانعدام الحرب بل في شكل تعايش بين المواطنين الأفراد في مجتمع تحكمه العدالة وحيث يتم، قدر المستطاع، تحقيق خير كل واحد منهم. إن حقيقة السلام تدعو الجميع إلى زرع علاقات مثمرة وتحث على البحث عن دروب المسامحة والمصالحة والسير عليها وعلى الشفافية في التعامل والأمانة للوعود. وبخاصة فإن تلميذ المسيح، الذي يشعر بمكيدة الشر ويحتاج بالتالي إلى تدخل المعلم الإلهي المحرِّر، يتوجه إليه بثقة وعيا منه "أنه لم يقترف خطيئة قط، ولم يكن في فمه مكر" (1 بط 2، 22؛ أش 53، 9). في الواقع، قال يسوع عن نفسه "أنا هو الحق"، وتحدث في رؤيا القديس يوحنا عن معارضته "كل من يحب الدجل ويعمل به"، وأعلن ملء حقيقة الإنسان والتاريخ. وبقوة نعمته بإمكاننا أن نكون في الحقيقة ونعيش فيها لأنه هو فقط صادق وأمين. يسوع هو الحق الذي يعطينا السلام.