السادس عشر من أكتوبر
روما الخميس 16 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادسس عشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
مهمة إعلان إنجيل السلام
لا تزال حقيقة السلام حتى يومنا هذا معرضة للخطر ومنكرة بشكل مأسوي من قبل الإرهاب القادر، بتهديداته وأفعاله الإجرامية، على إبقاء العالم في حالة من القلق وغياب الأمن. وفي الواقع، يبدو أن هذه المخططات مستوحاة من عدمية مأسوية. إن نظرة العدمية والتعصب الأصولي للحقيقة خاطئة: فأتباع العدمية يرفضون وجود أي حقيقة في ما الأصوليون يدَّعون فرضها بالقوة. يجمع بين العدمية والتعصب الأصولي تحقير للإنسان وحياته، وفي نهاية المطاف، لله ذاته. إن هذه النتيجة المأسوية، في الواقع، تعكر صفو ملء حقيقة الله: العدمية التي ترفض وجود الله وحضوره في التاريخ والتعصب الأصولي الذي يشوه وجه الله الحبيب والرحيم ليبدله بأوثان على صورته. إننا إذ نتقصى أسباب ظاهرة الإرهاب المعاصرة، نأمل بأن تؤخذ بعين الاعتبار، إلى جانب المبررات ذات الطابع السياسي والاجتماعي، الدوافع الثقافية والدينية والإيديولوجية. أمام المخاطر التي تحدق بالإنسانية في عصرنا هذا، تقع على عاتق الكاثوليك في مختلف أنحاء العالم مهمة تكثيف الإعلان “بإنجيل السلام” والشهادة له والتأكيد على أن الإقرار بملء حقيقة الله شرط لا غنى عنه لتدعيم حقيقة السلام. الله هو محبة مخلِّصة، أب عطوف يرغب برؤية أبنائه يقرون بكونهم أخوة ويسعون إلى وضع مواهبهم في خدمة الخير المشترك للعائلة البشرية. الله ينبوع لا يسبر غوره للرجاء الذي يعطي معنى للحياة الشخصية والجماعية. الله، وحده الله، يحرك عمل الخير والسلام.