بومباي، الأحد 19 أكتوبر 2008 (zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – قام البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد بزيارة رعوية إلى مزار الطوباوية مريم العذراء سلطانة الوردية المقدسة في مدينة بومباي جنوب إيطاليا، حيث احتفل بالقداس الإلهي في باحة المعبد بحضور حشد غفير من المؤمنين وممثلين عن السلطات الكنسية والمدنية. وألقى الحبر الأعظم عظة استهلها موكلا لأمّ الله الجمعية العامة لسينودس الأساقفة المُنعقدة بالفاتيكان حول “كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها”، وأشار إلى أن زيارته تتزامن والاحتفال باليوم الإرسالي العالمي رافعًا الصلاة على نية جميع من يكرسون طاقاتهم في الكنيسة لإعلان الإنجيل لكل الأمم وعبّر أيضا عن قربه الروحي من جميع المرضى والمسنين الوحيدين والشباب الذين يواجهون المصاعب والسجناء ومَن يعانون ظروف فقر ومتاعب اجتماعية واقتصادية. وأضاف الأب الأقدس يقول إن حضور الرب هو ينبوع فرح، فحيث يكون يُقهر الشر وتكون الغلبة للحياة والسلام، فمحبة الله تجدّد كل شيء بدءًا من قلب الإنسان، حيث يعمل الروح القدس، وبنعمته، يجدد الله قلب الإنسان غافرًا خطيئته ومشجعا إياه على عمل الخير، ويبان ذلك في حياة القديسين والعمل الرسولي الذي قام به الطوباوي بارتولو لونغو، مؤسس بومباي الجديدة. وتابع البابا عظته مذكّرا بأن المحبة هي ميزة الحضارة المسيحية: محبة الله التي تُترجم بمحبة القريب، وتوقف من ثم عند كلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل روما “اعملوا للرب بهمةٍ لا تني وروحٍ متّقد”، وقال إن الطوباوي بارتولو لونغو قام بأعمال محبة كثيرة إزاء الأخوة الأكثر عوزًا. وأشار الأب الأقدس إلى أن قوة المحبة لا تُقهر: فالحب هو الذي يسير بالعالم إلى الأمام، وأضاف أن الطوباوي بارتولو لونغو يقدّم شهادة على القوة الروحية التي تبدّل الإنسان من الداخل وتجعله قادرًا على القيام بأمور عظيمة وفقًا لمخطط الله. وذكّر البابا أيضًا بأن الطوباوي بارتولو لونغو تحوّل كما القديس بولس من مضطهد إلى رسول: رسول الإيمان المسيحي والتقوى المريمية، لاسيما صلاة السبحة الوردية التي وجدَ فيها ملخصًا للإنجيل كله. وأضاف الأب الأقدس أن هذه المدينة التي أعادَ بناءها لهي دليل تاريخي كيف يبدّل الله العالم: يملأ قلب الإنسان بالمحبة ويجعله “محركًا” للتجديد الديني والاجتماعي. إن بومباي ـ مضى البابا إلى القول ـ لهي مثال على عمل الإيمان في مدينة الإنسان من خلال تشجيع رسل المحبة الذين يضعون أنفسهم في خدمة الصغار والفقراء ويعملون من أجل احترام كرامة الأخيرين. وفي بومباي نفهم أن محبة الله ومحبة القريب لا تنفصلان، وهنا أيضًا عند أقدام مريم تستعيد العائلات فرح الحب الذي يبقيها متحدة. وتابع الأب الأقدس أن هذا المعبد وهذه المدينة يرتبطان على الدوام بعطية فريدة من مريم هي صلاة الوردية التي تشكل رباط روحيا مع مريم للبقاء متحدين بيسوع والاقتداء به، خاتما عظته في باحة مزار بومباي المريمي بالقول إن الوردية “سلاح” روحي لمقاومة الشر وكل عنف، ومن أجل السلام في القلوب والعائلات والمجتمع والعالم.
Help us mantain ZENIT
إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير