الثالث والعشرون من أكتوبر
روما، الجمعة 24 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث والعشرين من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الوعظ كهبة ذات
“أنا” المسيح منفتح بالكامل عن “أنت” الآب؛ لا يبقى منطويًا على ذاته، بل يحملنا إلى داخل حياة الثالوث. هذا يعني أنه لا يجب على الواعظ المسيحي أن يتحدث عن ذاته، بل يجب عليه أن يضحي صوت المسيح بالذات، ويمهد الطريق للوغوس، ويوصل عبر الشركة مع الإنسان-يسوع إلى الشركة مع الله الحي… تتطلب خدمة الكلمة من الكاهن أن يتجرد عن ذاته بشكل عميق… تتطلب خدمة الكلمة شركة في إخلاء ذات (kenosis) المسيح، في “نموه ونقصانه”. وأن يقوم الكاهن بالحديث لا عن ذاته بل عن رسالة آخر، لا يعني بكل تأكيد أن الأمر لا يعنيه شخصيًا، بل العكس هو صحيح: فعبر إخلاء ذاته في المسيح يدخل في سره الفصحي، ويجد ذاته حقًا، ويدخل في شركة مع كلمة الله بالذات. إن البنية الفصحية لهذا “اللا ذات” الذي يظهر بالحقيقة كـ “الذات الحقة” يبين، في نهاية المطاف، أن خدمة الكلمة تصل أبعد من كل “الوظائف” لكي تصل إلى كيان الكاهن بالذات، وهذا الأمر يتطلب أن يكون الكهنوت سرًا.