بقلم روبير شعيب
بروكسل، الجمعة 24 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – “كمسيحيين ومسلمين نحن نصرح بأننا مواطنون ومؤمنون، لا مواطنون أو مؤمنون”، و “نقوم بهذا التصريح لإيماننا بأنه يجب على الجماعات الدينية وعلى الدولة العمل سوية من أجل الخير العام”.
هذا ما نص عليه اليوم البيان الختامي الصادر عن المؤتمر المسيحي-الإسلامي الذي عقد في بروكسل من 20 إلى 23 أكتوبر الجاري.
اجتمع نحو 45 مسلم ومسيحي من 16 دولة أوروبية، في مؤتمر رعته لجنة العلاقات مع المسلمين في أوروبا التابعة لمجلس أساقفة أوروبا ومجلس الكنائس الأوروبية. جاء الحدث في إطار السنة الأوروبية للحوار بين الأديان والذكرى الستين لإعلان شرعة حقوق الإنسان.
مؤمنون-مواطنون
تناقش الحاضرون حول موضوع المواطنية والإنتماء الإيماني في أوروبا اليوم. وتطرق البيان النهائي إلى موضوع “موقف اللامبالة نحو الدين” الذي اعتنقته الدول الأوروبية بمجملها، بحيث “ربطت الدين بالإطار الخاص”، الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى “تهميش الدين من الإطار العام، وبالتالي، إلى نزع كل مظاهر الإيمان العامة”. وشدد البيان أن هذا الأمر يتعارض مع واجب الجماعات الدينية المتمثل برعاية مؤمنيها، داعيًا الدول إلى عدم وضع المؤمنين في حالة خيار صعب بين الأمانة للدولة والأمانة للمعتقدات الدينية.
وتابع البيان: “كمسيحيين ومسلمين نحن نصرح بأننا مواطنون ومؤمنون، لا مواطنون أو مؤمنون”، و “نقوم بهذا التصريح لإيماننا بأنه يجب على الجماعات الدينية وعلى الدولة العمل سوية من أجل الخير العام”.
“كمسيحيين ومسلمين نؤمن بأن مستقبل المجتمعات الأوروبية يعتمد بشكل كبير على إرادتنا كمواطنين وكمؤمنين بأن نحافظ على ركائز أوروبا الثقافية والدينية، وتنميتها عبر إسهامنا في تعزيزها”.
كما وعبّر البيان عن إيمان المشاركين بمبدأ “الدمج الاجتماعي”، الذي لا يجب أن يكون مرادفًا لفقدان الهوية الدينية.
واعترف المشاركون، مسلمين ومسيحيين، بـ “حق حرية الضمير، والارتداد الديني أو قرار العيش دون دين، وحرية التعبير العام عن التطلعات والمواقف الدينية الشخصية”.
الحوار والحرية الدينية
كما وعبّر المشاركون في البيان الختامي عن مفهومهم للحوار، معتبرين إياه مسألة إصغاء بقدر ما هو مسألة كلام، ووسيلة للتعارف المتبادل.
ودعا البيان إلى معرفة متبادلة عبر فتح الجوامع والكنائس أبوابها للزائرين من جماعات أخرى، وعقد اجتماعات تثقيفية ومناقشات أكاديمية.
وبالحديث عن الحقوق الإنسانية، أشار البيان أن هذه الحقوق تتضمن حق الحرية الدينية، وتمنى بهذا الإطار أن يسهم التعاون المسيحي الإسلامي في أوروبا في تعزيز هذا الحق الأساسي.
“كمسيحيين ومسلمين نحن نؤكد شهادة كل منا في المقام الأول لإيمانه وتقاليده. ونقدم شهادتنا المشتركة لكي يكتشف الناس هويتهم عبر العلاقة بالله”، وفي هذا الإطار تحدث البيان عن أهمية العائلة، والكرامة البشرية، والعدالة الاجتماعية، واحترام البيئة. وشددوا على ضرورة وقف أي شكل من أشكال العنف باسم الدين.
كما ورفض البيان كل أشكال العلمنة العدوانية التي تسعى إلى التمييز بين المواطنين ولا تترك مجالاً للتعبير والممارسة الدينية.
.