السابع والعشرون من أكتوبر
روما، الاثنين 27 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابعوالعشرين من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
يقين الرسالة
الكلمة الأخيرة التي يوجهها القائم من الموت إلى تلاميذه هي كلمة رسالة إلى أقاصي الأرض: “اذهبوا وتلمذوا كل الأمم، وعمدوهم… [و] علموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به” (مت 28، 19؛ راجع رسل 1، 8). لقد دخلت المسيحية العالم في وعي مهمة شاملة. منذ اللحظة الأولى، عرف المؤمنون بالمسيح أن من مسؤوليتهم أن يسلموا إيمانهم إلى العالم بأسره؛ رأوا في إيمانهم أمرًا لا يخصهم وحدهم، أمرًا يستطيع أيًا كان أن يحصل عليه. ولكان عدم أمانة ألا يحملوا ما قد تلقوه إلى أقاصي الأرض. لم تكن السلطة الدافع الذي أطلق شمولية المسيحية، بل اليقين بأن المسيحيين تلقوا علم الخلاص والحب الفادي الذي تنتظره وتتوق إليه كل الشعوب من أعماق كيانها. كانت الرسالة تعتبر، لا كضمّ للشعوب إلى دائرة سيطرة المسيحية، بل كتسليم وكواجب نقل ما هو للجميع، وما يحتاجه الجميع.