الثامن والعشرون من أكتوبر
روما، الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن والعشرين من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
الشهادة لشخص
تتفق الأناجيل في القول أن دعوة الرسل رسمت الخطوات الأولى من مسيرة يسوع. كان هناك أشخاص ينتظرون ملكوت الله، ويتوقون إلى معرفة المسيح الآتي، والذي كان يقال بأنه قريب. وكان كافيًا أن يشير يوحنا المعمدان إلى يسوع كحمل الله (راجع يو 1، 36) لكي يشعل فيهم الشوق للقاء شخصي مع المعلم. بهذا الشكل بدأت مغامرة الرسل، كلقاء أشخاص منفتحين بعضهم على بعض. بالنسبة للرسل، كان هذا اللقاء بدء حميمية مباشرة مع المعلم، لمعرفة أين يقيم والبدء في التعرف عليه. فتبشيرهم المستقبلي لن يكون إعلان فكرة بل شهادة لشخص. وقبل أن يُرسلوا للتبشير، كان عليهم أن "يكونوا" مع يسوع (راجع مر 3، 14)، أي أن يقيموا علاقة شخصية معه. على هذا الأساس، ما كان التبشير بالإنجيل إلا إعلان ما خبروه، ودعوة للدخول في سر الشركة مع المسيح (راجع 1 يو 1، 1 – 3). وبالتالي فالاثنا عشر، عبر مشاركتهم في رسالة يسوع، يعاونون راعي الأزمنة الأخيرة، ويبحثون عن الخراف الضالة من بيت إسرائيل، أي يعلنون لشعب الوعد، الذي يعبر جمعه عن علامة خلاص لكل الشعوب، بدءَ شمولية العهد. إن وصية الله بجمع الشعوب طرًا في وحدة حبه ما تزال أمرًا ساريًا. هذا هو رجاؤنا وهذا هو تفويضنا: الإسهام في هذه الشمولية، في هذه الوحدة الحقيقية لغنى الثقافات، وفي الشركة مع ربنا الحق، يسوع المسيح.