الفاتيكان، الأربعاء 29 أكتوبر 2008 (Zenit.org). –وجه البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك، نداء عاجلاً الى دعا فيه الرؤساء والقادة الروحيين والمسؤولين في العالم، الى التحرك السريع من أجل وضع حد لمآسي العنف والتهجير والقتل التي يتعرض لها العراقيون. ننشر في ما يلي نص النداء.
“إن أرض العراق الحبيب، هي أرض مقدسة، وهي موطن إبراهيم أب الإيمان، في اليهودية والمسيحية والإسلام. وإننا إنطلاقاً من التعاليم التي تدعو إليها الأديان السماوية الثلاثة، وإلتزاماً بالقيم الروحية والإنسانية التي نؤمن بها ونعمل في سبيلها، نوجه هذا النداء العاجل الى العالم، ملوكاً ورؤساء وقادة وزعماء روحيين ومدنيين، حتى يعمل كلّ من موقعه ومسؤولياته، ومن ضمن جامعة الدول العربية ورسالتها من أجل الحفاظ على العيش المشترك التي تتصف به هذه المنطقة المباركة من العالم، والعمل الشريع لإنقاذ أهل العراق، بكل مقومات نسيجه التاريخي والديني والحضاري، من خطر التفتيت والمآزر التي يتعرضون لها، خصوصاً بعدما راحت الفتنة تنفث سمومها وأخطارها على المسيحيين من أهل الموصل الذين يعانون القتل والتهجير والإبادة مما ينذر بمخططات رهيبة تطال البعد الديمغرافي في العراق الذي يعاني خطر العنف المبرمج.
وإننا ندعو إنطلاقاً من مسؤولياتنا الروحية، وإلتزاماً بمصير شعبنا، جامعة الدول العربية الى عقد اجتماع استثنائي للتباحث في خطر ما يجري، ووضع حد لأعمال العنف والقتل التي تستهدف المسيحيين في هذه الأرض، والعمل لطمأنتهم وإعادتهم الى أرضهم وحمايتهم، بحيث لا يشعر المسيحيون أنهم متروكون ومستهدفون، وأنهم عرضة دائمة لأعمال الشر والإجرام، التي نستنكرها بشدة.
كما إننا نطالب الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، وخصوصاً حكومة العراق، بإغاثة المنكوبين من أهل الموصل وتأمين إعادتهم الى أرضهم، وطمأنتهم الى مستقبلهم، محذرين من خطر نجاح إرادة الشر برسم وتنفيذ مخططاتها الهادفة الى إفراغ المنطقة من تلاوين نسيجها الحضاري والديني.
وإننا نعتبر ما يجري من أعمال مشينة وغريبة عن السلوكيات والأخلاقيات والتعليم، إذا ما تمادت، تهدد بخطرانتقال هذه العدوى الخطرة الى كل المجتمعات والشعوب، وهذا ما يجب أن نتداركه جميعاً.”