بقلم روبير شعيب
روما، الجمعة 31 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – بمناسبة ما بات يعرف في كثير من الدول باسم عيد “هالوين” (Halloween)، كتب أسقف سان مارينو-مونتي فلترو في إيطاليا، المونسينيور نيغري مقالة بعنوان: “عيد رؤوس القرع…الفارغة”، داعيًا الأهل للتفكير بهذه الظاهرة التي باتت الآن تحتل مكان عيد جميع القديسين.
يبدأ المقال: “كان يا ما كان، عيد جميع القديسين…”، وهو لا يريد الإشارة إلى بدء قصة خرافية، بل يبغي الإشارة “إلى واقع حزين، وهو أن عيد جميع القديسين الذي يحتفل به في الأول من نوفمبر، بات من الماضي الغابر، وقد حل مكانه عيد من أصل وثني يحتفل به في الولايات المتحدة، وقد انتقل الآن (بالقوة) إلينا أيضًا”.
وأشار الأسقف أن البعض يتساءلون: “ما السوء في ذلك، إذا كان الأطفال سعداء عندما يتنكرون ويذهبون من باب إلى باب عشية عيد جميع القديسين؟”
ويجيب الأسقف: “ظاهريًا، ما من سوء البتة. واقع الاحتفال سوية، ليس أمرًا سلبيًا بل على العكس، هو يتجاوب مع حاجة بشرية، فالاحتفال يعني تقاسم فرح العيش والشعور بالانتماء إلى الجماعة”.
رموز هالويين الوثنية
إلا أن الأسقف يدعو إلى عدم الاستخفاف بـ “هالويين”، لأنه “عيد مختلف كليًا عن تقاليدنا، ويتم فرضه علينا تجاريًا كموضة”، وهو يحمل وراء مظاهر العيد والفرح والمرح، أفكارًا وثنية متجددة ومعادية للمسيحية عن الحياة والموت”.
“فبحسب تقليد مزعوم، عشية عيد جميع القديسين، تقوم رؤوس القرع، والمشاعل المضاءة بطرد الأرواح الخبيثة التي تأتي إلى زيارتنا في هذه الليلة لكي تأخذ أرواحنا، وطردها يعني أن حياتنا في أمان، وأننا لسنا بحاجة للجوء إلى خلاص يأتي من العلاء”.
ويشرح الأسقف أن ألوان العيد ورهجته تخفي وراءها شعوذات وأفكار خرافية وغير مسيحية تتعلق بالسيطرة على الموت وبتخليص الذات لا انطلاقًا من الفداء بل باستعمال الشعائر الخرافية مثل رؤوس القرع وغير ذلك.
الموت الكريم والعيش المسؤول
بالمقابل، دعا الأسقف نيغري إلى مواجهة مسألة الموت بطريقة تليق بالمسيحيين، خصوصًا وأننا نحتفل بذكرى الموتى في الثاني من نوفمبر، فالموت هو “علامة واضحة عن ضعف طبيعتنا وعن حاجته إلى الفداء”.
” بالنسبة للمسيحي، يجد الموت معناه فقط على ضوء سر قيامة المسيح ووعده بأن حياتنا لن تنتهي معه. تجنب هذا الواقع واستبداله بالهروب السطحي، لا يعني فقط رفض الموت، بل أيضًا عدم أخذ الحياة على محمل الجد”.
وختم الأسقف قائلاً: “غايتي ليست إدانة الفرح والمرح والاحتفال، بل دعوة الجميع إلى الانتباه لكل ما يجري حولنا، وخصوصًا ما يعرض بطريقة مخفية ومبطنة على الصغار”.