الحادي والعشرون من أكتوبر
روما، الثلاثاء 21 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والعشرين من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
الطابع الإرسالي للكنيسة
يريد المرء الذي يثق ويشترك في إيمان الكنيسة أن يؤمن بهذه الكنيسة. وهذا الأمر يبدو كمسيرة حج تدوم مدى الحياة: للوصول بحياتنا بأسرها إلى شركة الإيمان. يمكننا أن نقدم هذا الأمر لأي شخص، لكيما يستطيع رويدًا رويدًا أن ينتمي وأن يقوم بخطوة إلى الأمام نحو إيمان الكنيسة، وأن ينخرط في حج الإيمان هذا، لكي ما يقبل نور الإيمان... جوهر المسيحية ليس فكرة بل شخصًا. لقد حاول لاهوتيون عظام أن يصفوا الفكرة الجوهرية التي تكون المسيحية. في نهاية المطاف، لم تكن المسيحية التي بنوها مقنعة، لأن المسيحية في المقام الأول هي حدث، هي شخص. وبالتالي، في هذا الشخص نكتشف غنى محتوى المسيحية... كيف يمكن أن يكتشف المرء أصالته الشخصية أي أن في قلبه ينتظر يسوع حقيقة، إذا ما كانت أصالة الشخص كامنة بالضبط مع المسيح لا من دونه؟ إذا كنا قد وجدنا الرب وإذا كان هو نور وفرح حياتنا، هل نحن أكيدون أنه إذا لم يجد أحد ما المسيح فهو ينقصه شيء جوهري وأن من واجبنا أن نقدم له هذا الأمر الجوهري؟... إذا كنا مقتنعين أننا اختبرنا أن الحياة دون المسيح ليست كاملة، أنه ينقصها أمرٌ وواقع مهم، يجب علينا أن نقتنع أيضًا بأننا لا نؤذي أحدًا إذا ما عرفناه على المسيح وقدمنا له بهذا الشكل أيضًا إمكانية الاكتشاف، فرح اكتشاف الحياة.