في كلمته أمام بندكتس السادس عشر
بقلم طوني عساف
روما، الجمعة 7 نوفمبر 2007 (ZENIT.org). – مخاوف وآمال هذا العصر، هي الأمور التي تمحورت حولها الكلمة التي وجهها مفتي البوسنة الكبير، الشيخ مصطفي سيريتش، لبندكتس السادس عشر خلال مقابلة البابا مع المشاركين في حلقة الدراسة الأولى التي عقدها المنتدى الكاثوليكي الإسلامي من الرابع ولغاية السادس من نوفمبر الجاري في روما.
“المخاوف كثيرة – قال مفتي البوسنة – فإن زمننا زمن خطايا فظيعة: غنى من دون تعب، لذة من دون وعي، تنشئة من دون أخلاق، أعمال من دون خلق، سياسة من دون مبادىء، علوم من دون مسؤولية، إيمان من دون تضحية ودين من دون رحمة”.
وانتقل أعلى سلطة دينية إسلامية في البوسنة ليتحدث عن آمال هذا الزمن فقال: “الآمال أيضاً كثيرة. إن زمننا هو زمن فرص كبيرة بمعنى أنه على الأمم الغنية أن تتقاسم ثرواتها الخاصة مع الأمم الفقيرة. على المكتفين أن يفهموا معاناة الجوعى، وعلى الأطفال الفقراء أن يتقاسموا مع أترابهم فرح التعليم والنجاح في المجتمع. على اللاجئين أن يعودوا الى منازلهم وأن يشعروا بالأمن والاستقرار والحرية كباقي العالم، بعيداً عن كل عنصرية وخوف من الأجانب وتمييز”.
“على زمننا أن يكون زمن شفاء القلب – تابع المفتي – وليس زمناً لقتل العقل”.
“على زمننا أن يكون زمناً لنتعانق فيه بمحبة الله الذي خلقنا جميعاً وليس للابتعاد عن القريب”.
“على زمننا أن يكون زمن محبة وليس زمن بغض؛ زمن سلام وعدالة وليس زمن حرب”.
“ليس زمن صمت بل زمن نرفع فيه أصواتنا من دون خوف، كمسيحيين ومسلمين – لكيما تصبح الأرض المقدسة مكان سلام مقدس”.
وأشار المفتي سيريتش الى أن ضرورة الحوار الكاثوليكي الإسلامي جلية، “ليس فقط لنستعيد تراثنا المشترك كأبناء لإبراهيم، بل أيضاً من أجل تراث التفاعل التاريخي الذي لم يكن بالاستطاعة تفاديه في الماضي، ومن أجل مسؤولية تاريخية لا يمكن تجنبها في المستقبل”، مشيراً الى المسلمين والمسيحيين يعملون في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل: الحرب والسلام والعدال والظلم، والجوع والفقر، والثقة والازدهار في العالم.
وختم: “إن المحبة تتقوى وتتعزز من خلال العمل معاً على تخطي الصراعات”.