روما، الخميس 03 سبتمبر 2009 (Zenit.org) – وجه بطريرك القسطنطينية برتلماوس الأول دعوة إلى “تغيير نمط العيش بشكل جذري” وإلى “نبذ كل ما يلحق الأذى بالخليقة”.
هذه الدعوة التي أطلقها بطريرك القسطنطينية المسكوني بمناسبة يوم حماية البيئة الذي نظم في الأول من سبتمبر رددتها لوسيرفاتوري رومانو في العدد الصادر في الثاني من سبتمبر.
“يجب أن تتعاون البلدان الصناعية مع البلدان السائرة في طور النمو في سبيل تخفيف الانبعاثات المؤذية والملوثة، وذلك من خلال استخدام إرادتها لجمع وإدارة المبالغ المطلوبة لاتخاذ التدابير اللازمة في سبيل السماح للأجيال المستقبلية بالاستفادة من خيرات الأرض الموروثة”، حسبما أفادت صحيفة الكرسي الرسولي.
اعتبر برتلماوس الأول أنه “يجب على العدالة والمحبة أن تنظما كافة جوانب النشاط الاقتصادي، ويجب ألا يكون الربح – بخاصة على المدى القصير – الدافع الأوحد لنشاطاتنا”.
في رسالته، أعاد البطريرك التأكيد على “التزامنا في التعاون من أجل إحداث التغييرات التي نتمناها، ونبذ كل ما هو مؤذٍ للخليقة، وتبديل طريقة تفكيرنا، وتغيير نمط عيشنا بشكل جذري”.
كذلك رأى برتلماوس الأول أن “الأزمة الاقتصادية الحالية تتيح الفرصة للنظر في المشاكل بطريقة مختلفة لأن الأنظمة التي سببت هذه المشاكل لا تمثل الحل الأنسب”.
وسطر ضرورة “إدخال المحبة في كافة تبادلاتنا، المحبة التي تلهم الشجاعة والرحمة” مضيفاً أن “التقدم البشري لا يعني تكديس الثروات أو استهلاك موارد الأرض بطريقة غير متبصرة”.
إن وجه كل طفل جائع ينادينا “ولا يكفي غض النظر لتجنب الاستجابة له. بل يجب التساؤل: لم حصل ذلك؟ هل هي مشكلة عجز أم إرادة بشرية؟”
ختاماً لفت برتلماوس الأول إلى “أننا جعلنا من السوق مركز مصالحنا وأعمالنا وحياتنا ونسينا أن هذا الاختيار سيؤثر على حياة الأجيال المستقبلية”.
إن الاقتصاد البشري الذي “جعلنا مستهلكين بدأ يتلاشى” ولكن “الاقتصاد الإلهي” الذي “خلقنا على صورة الله” يدعونا إلى محبة الخليقة جمعاء والاهتمام بها”.
