الكرسي الرسولي إلى كوبنهاغن: التقدم يعتمد على الكوكب

مقابلة مع المراقب الدائم لدى الأمم المتحدة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نيويورك، الجمعة 11 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – إن تنمية الشعوب مرتبطة على نحو وثيق بالحفاظ على الخلق، بحيث يترافق أحد الهدفين مع الآخر، حسبما يقول ممثل الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة.

يمثل رئيس الأساقفة تشيلستينو ميليوري الكرسي الرسولي في المحادثات الجارية في الدنمارك حول التغير المناخي. ويصل نهار الاثنين إلى كوبنهاغن.

تحدثت وكالة زينيت مع رئيس الأساقفة ميليوري عن التوقعات المنتظرة من المحادثات، وعن المسببات الفعلية للاحتباس الحراري.

زينيت – رئيس الأساقفة ميليوري، ماذا تتوقعون من هذه القمة حول التغير المناخي؟

رئيس الأساقفة ميليوري – يجري العمل بطريقة يتم فيها التوصل على الأقل إلى نضج التفاهم السياسي الذي يعد الطريق إلى اتفاقية ملزمة في فترة زمنية معقولة، اتفاقية تتخذ تدابير ملموسة لتخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومشاركة التكنولوجيا، وجدولة وتمويل تخفيف حدة التغير المناخي. يرجى أن يخدم الحدث بنفسه إلى جانب التغطية الإعلامية إلى جذب الاهتمام والالتزام بالقضية. ففي بعض أنحاء العالم، تتمتع الحكومات والمؤسسات العامة المحلية بخبرة طويلة في مجال إدارة أراضيها، والمناخ، والعلاقة بين الإنسان والطبيعة. لا بد من إعادة إطلاق المشاريع والتنظيم والتحرك الفوري بخاصة على هذا المستوى في سبيل ضمان التنمية والأمن على الرغم من تغير الأحوال المناخية.

زينيت – لقد حث البابا البلدان والأسرة الدولية على اتخاذ إجراءات ملموسة، والتفكير بخاصة بالأجيال المستقبلية والفقراء. برأيكم، كيف ستكون ردة فعل البلدان الـ 192 الحاضرة في هذه القمة على هذه الدعوة؟

رئيس الأساقفة ميليوري – يبدو أن موجة التشاؤم التي كانت سائدة خلال الأسبوعين الأخيرين أو الأسابيع الثلاثة الماضية بدأت تخف. فالمناقشة التي جرت حول المفاوضات خلال اليومين الأولين سمحت بإدراك المجالات المنفتحة مثلاً على الالتزامات المالية، ووقف إزالة الأحراج، وعلى الموارد المائية والتصحر. تتخطى دعوة البابا حدود جلسات العمل في كوبنهاغن، وتتوجه إلى القادة السياسيين والمجتمع المدني، إلى الفقراء والحكومات المحلية، إلى جميع من يتحمل مسؤولية تنفيذية، تربوية، أو تكوينية. فالتحدي المتمثل في التغير المناخي يواجَه بهدوء، وإنما بطريقة مناسبة، انطلاقاً من المستوى المحلي.

زينيت – هل تعتقدون أنه سيتم التوصل إلى اتفاقية حول التغير المناخي؟

رئيس الأساقفة ميليوري – يعمل المؤتمر على تحقيق هذا الهدف الذي قد يؤجل. مع ذلك، من الضروري تشجيع ثقافة تتكيف مع تنفيذ التدابير التي تم الاتفاق عليها. إن وضع حد للغازات المنبعثة من الاحتباس الحراري سيؤدي إلى نتائج إن اقتنعنا بأنه من الضروري وضع قيود لإعادة التفكير في العلاقة بين الإنسان والطبيعة؛ والانتباه إلى أن الأموال موضوعة في خدمة المشاريع المفيدة بعيداً عن الفساد؛ وضمان قدرة المنازل على تحمل الطقس السيئ وضمان سلامتها، وبناء المنازل ليس فقط من أجل المكاسب؛ وفهم فكرة أن حماية البيئة لا تندرج فقط ضمن مسؤوليات الإدارة العامة، بل أنه يجب على كل فرد أن يؤدي دوره.

زينيت – قامت بعض المنظمات منها صندوق الأمم المتحدة للسكان مثلاً باستخدام توقعات مفجعة عن التغير المناخي للمطالبة بخفض نسبة الخصوبة من خلال سياستي الإجهاض ومنع الحمل. ما رأيكم بذلك؟

رئيس الأساقفة ميليوري – إن الاحتباس الحراري يعتمد على الاستهلاك العشوائي والمرتفع، وليس على عدد سكان الأرض. ففي الواقع أن نسبة التلوث مرتفعة ومدمرة بخاصة في المناطق المتطورة التي تسجل بشكل عام أدنى معدلات الولادة. إن أردنا إيجاد حلول فعالة للكارثة التي تفتك بالإرث البيئي، لا بد لنا من التركيز على المسببات الفعلية.

زينيت – أثيرت فضيحة علمية اسمها “Climategate” قام من خلالها خبراء في وحدة البحوث المناخية في جامعة شرق أنغليا البريطانية بالتلاعب بالحقائق ليظهروا أن الحرارة ترتفع باستمرار وأن السبب بشري. وقدم علماء آخرون نظريات تقول أن المناخ يتغير لأسباب طبيعية وأن تأثير الإنسان محدود ونسبي. ما رأيكم بذلك؟

رئيس الأساقفة تشيلستينو ميليوري – إن مسألة العلاقة بين الحقيقة والسياسة قديمة قدم البشرية. نشهد الآن في بعض الحالات اختلافاً مقلقاً بين تعلم الإنسان وتصرفه. لذلك، ربما من الصعب الموافقة على أوقات معقولة واتخاذ قرارات مشتركة وفعالة لحل مشاكل البشرية.

زينيت – هناك العديد من البلدان الناشئة مثل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا التي ترفض الموافقة على قانون ملزم حول انبعاثات الغازات لأنها ترى أن هذا التدبير قد يقيد نموها بزيادة كلفة الطاقة والنقل. ما هي إجابتكم عن هذه الحاجة إلى النمو؟

رئيس الأساقفة ميليوري – يجب أن نتبع مبدأي المسؤولية المشتركة والمساواة. ولكن يجب علينا أولاً أن نأخذ بالاعتبار العلاقة الوثيقة – والمتبادلة – بين الحفاظ على الخلق والتنمية. لا يتحقق أحد الهدفين من دون الآخر، وبالتالي لا يمكن التضحية بأي منهما.

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير