روما، الجمعة 11 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – يلتقي بندكتس السادس عشر بطلاب روما نهار الخميس الواقع في 17 من ديسمبر الجاري.

وكما تجري العادة تحضيراً لعيد الميلاد، سيترأس البابا صلاة الغروب مع الجامعيين القادمين من الكليات الرومانية، وذلك في بازيليك الفاتيكان عند الساعة الخامسة والنصف عصراً. هذا اللقاء يحبه بندكتس السادس عشر الذي لم يفقد شيئاً من هباته البشرية كأستاذ مهتم بالشباب بعد أن صار حبراً أعظم.

كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بمناسبة عيد الحبل بلا دنس

“بالالتجاء إل ى مريم، يلقى قلبنا النور والتعزية”

حاضرة الفاتيكان، الأربعاء 09 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها بندكتس السادس عشر ظهراً قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بمناسبة عيد الحبل بلا دنس.

***

إخوتي وأخواتي الأعزاء،

نحتفل في الثامن من ديسمبر بأحد أجمل أعياد الطوباوية مريم العذراء: عيد الحبل بلا دنس. ولكن ما معنى أن مريم “حبل بها بلا دنس”؟ وماذا نفهم من هذا اللقب؟

نعود أولاً إلى النصوص البيبلية في ليتورجيا اليوم، وبخاصة إلى الصورة العظيمة في الفصل الثالث من سفر التكوين، ورواية البشارة في إنجيل لوقا. بعد الخطيئة الأصلية، نظر الله إلى الحية التي تمثل الشيطان، فلعنها وتعهد قائلاً: “أجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها فهو يسحق رأسك وأنت ترصدين عقبه” (تك 3، 15).

إنه إعلان الثأر: في بداية الخلق يبدو الشيطان مسيطراً، لكن ابن المرأة سيأتي ويسحق رأسه. هكذا، ومن خلال ذرية المرأة، سينتصر الله بذاته. هذه المرأة هي مريم العذراء التي ولد منها يسوع المسيح الذي هزم بتضحيته الشرير إلى الأبد. لذلك، تظهر الأم الطاهرة في العديد من تماثيلها وصورها وهي تسحق الحية تحت قدمها.

ويكشف لنا الإنجيلي لوقا المشهد الذي تتلقى فيه مريم العذراء بشارة الملاك (لو 1: 26، 38). تبدو فيه كبنت صهيون المتواضعة والحقيقية التي يريد الله أن يقيم فيها. إنها النبتة التي سيولد منها المسيح، الملك العادل والرحيم.

في تواضع بيت الناصرة، تعيش بقايا إسرائيل الطاهرة التي يريد الله أن يولد شعبه منها من جديد، كشجرة جديدة ستمتد أغصانها إلى العالم أجمع، وتقدم لجميع البشر ثمار الخلاص الجيدة. خلافاً لآدم وحواء، تحافظ مريم على طاعتها لمشيئة الرب، وتقول “نعم” من كل قلبها، وتضع نفسها بالكامل في تصرف التدبير الإلهي. إنها حواء الجديدة، الأم الفعلية لكل حي، أي أم كل من ينال الحياة الأبدية من خلال الإيمان بالمسيح.

أيها الأحباء، كم من المفرح أن تكون مريم الطاهرة أمنا! في كل مرة نختبر فيها الضعف والشر، يمكننا أن نلتجئ إليها ليستمد منها قلبنا النور والتعزية.

كذلك في المحن الحياتية، في العواصف التي تزعزع الإيمان والرجاء، نفكر في أننا أبناؤها وأن جذور تجربتنا مترسخة في نعمة الله اللامتناهية. إن الكنيسة بذاتها تجد فيها – وعلى الرغم من تعرضها لتهديدات تأثيرات العالم السلبية – النجمة المرشدة لاتباع درب المسيح.

مريم هي أم الكنيسة، حسبما أعلن البابا بولس السادس والمجمع الفاتيكاني الثاني. إننا إذ نشكر الله على رمز صلاحه الرائع، نوكل إلى العذراء التي حبل بها بلا دنس كل واحد منا، مع عائلاتنا وجماعاتنا، والكنيسة جمعاء والعالم برمته.

هذا ما سأفعله أيضاً في فترة العصر ووفقاً للتقليد أمام النصب المكرس لها في ساحة إسبانيا.

ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)