روما، الثلاثاء 1 يونيو 2010 (Zenit.org). – عنكاوا كوم – تعيش الكنيسة الكلدانية في العراق ازمة، مالية، صعبة، دفعت بالمسؤولين عنها الى تأجير الارض العائدة لها في حين نفى المعاون البطريركي المطران شليمون وردوني الشائعات حول بيع كنيسة “ام الاحزان”، مؤكداً الى ان الكنيسة لا تقدر بثمن من الناحيتين التاريخية والدينية.
وقال المونسنيور وردوني في حديثه لوكالة “اسيا نيوز” ان الكنيسة الكلدانية في العراق تواجه ازمة مالية، وصفها بـ “الحادة” مما افقدها قدرتها على دفع رواتب الكهنة، الامر الذي حدا بالمسؤولين عليها الى تأجير قطعة ارض خاصة مجاورة للأبرشية في بغداد.
ووصف المونسنيور وردوني شائعات بيع كنيسة “ام الاحزان” بـ “الاكاذيب الخطرة” كونها اول كاتدرائية في العراق يدفن فيها البطاركة بالاضافة الى قيمتها التاريخية التي لا تقدر بثمن.
وتابع المطران وردوني “بالرغم من المشاكل الأمنية التي تواجه المسيحيين في العاصمة، فما تزال كنيسة أم الأحزان مفتوحة، وقد تم تخصيص كاهناً لها لاقامة القداديس في بعض المناسبات”.
وقال المونسنيور وردوني “هناك عدة عوامل توضح الصعوبات التي تواجه البطريركية، لقد أوقف وزير مالية اقليم كردستان، السيد سركيس أغاجان، للأشهر العشر الماضية، التمويل المالي للطائفة المسيحية والتي كانت تمثل في السنوات الأخيرة، دخلاً، ثابتاً ومستقراً”.
وأضاف ” ليس ذلك فقط هو السبب ولكن الهجرة الجماعية لأبناء شعبنا أيضاً، ادت الى تناقص الايرادات التي تأتي من الكنائس الى النصف في حين أن الحكومة لاتمنح أية مساعدات على الاطلاق”.
وتابع بان اللجنة البطريركية المؤلفة من أربعة أشخاص، باشراف المطران وردوني ومسؤولية الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، تقوم بدراسة الخطط للاستفادة من أملاك الكنائس ولتهيئة الايرادات للمساعدة في دفع رواتب الكهنة وتغطية نفقات الأبرشيات والتعليم الديني، مثل تكاليف نقل الأطفال والكتب.
ويقول المونسنيور وردوني ان “البروتستانت يأخذون شبابنا بعيداً ويقومون بالتبشير في مناطقنا. يجب أن نحمي أولادنا وتعاليمنا الدينية”.
واضاف “في الوقت الحاضر قررنا تأجير الأرض المجاورة للكاتدرائية القديمة في بغداد التي تقع خارج أسوار الكنيسة نفسها لمدة 15 سنة الى طرف خاص سيقوم ببناء المخازن عليها، وفي نهاية العقد سيعود كل شيء الى البطريركية”.
وتمثل المنطقة المحيطة بكنيسة أم الأحزان أول حي مسيحي في بغداد – عقد النصارى (يعني بالانكليزية مكان اجتماع المسيحيين). وحتى السبعينيات من القرن الماضي كان هو الحي السائد لتمركز المسيحيين في البلاد وقد أصبح الآن منطقة تجارية صرفة، مملوءة بالأسواق والمحال التجارية، وهو يقع في قلب المدينة حيث ارتفعت أسعار البنايات والأراضي بشكل كبير جداً. ولأسباب لوجستية، تقع الكنيسة في زقاق ضيق لايمكن الوصول اليها بالسيارات أما كاتدرائية الكلدان فقد انتقلت قبل عدة سنوات الى كنيسة القديس يوسف في حي الكرادة.