بقلم الأخت سيسيل حجازين - راهبات سيدة الوردية

الأردن، الجمعة 18 يونيو 2010 (Zenit.org). – تجلت ساحة كنيسة سيدة  الجبل  لللاتين- عنجرة، هذا العام بالمصلين،  كما عودتنا سنويا،  والتي أصبحت اليوم،  محط أنظار الجميع، لما حدث لشخص السيدة ، عليها السلام، خلال الشهر الماضي، شهر أيار المبارك، عندما أذرفت عيناها دما،  ونحن البشر الضعفاء اليوم، نتساءل؟ ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها لنا أمنا من خلال هذا الحدث؟ 

  نعم تجلت في هذا اليوم المريمي المقدس، في شهر حزيران المبارك، شهر قلب يسوع الأقدس، في الجمعة المخصصة لإكرام قلبه الطاهر، وفي نهاية السنة الكهنوتية،  وسنة الطوباوية ماري الفونسين، وفي الأيام المباركة والتي فيها كنيستنا الأم ، ترسم لنا كهنة يعملون على خلاص نفوسنا. 

في هذا اليوم المريمي المقدس،  والمميز،  والذي قاد مئات المؤمنين المصلين من جميع رعايا المملكة،  ليكون أولا:  يوم توبة واستغفار وتضرع واستعداد وصلاة إلى أمنامريم المتألمة سيدة عنجرة،  وثانيا:  مع كنيستنا الأم، يوم  شكر وصلاة لاستقبال  أربعة من  الكهنة الجدد، الذين سوف يمنحون الأسرار لأبنائنا،  خاصة سر التوبة، سر مغفرة الخطايا، لكي لا تذرف عينا أمنا  البتول دما على خطايانا. 

في هذا اليوم نحن قادمون وكلنا ثقة، كي نغسل ذنوبنا، وقاصدون، كلنا كرعية واحدة، يجمعنا راعينا الكبير المقام، سيادة المطران سليم الصايغ،  والمطران ياسر عياش،  وإخوتنا الكهنة والرهبان والراهبات، في ارض المعمدان وكنيسته،  قاصدون، أن نكثف تلاوة السبحة الوردية، إكراما لأفراح ولأحزان ولأمجاد أمنا البتول. 

وبفم واحد، وكرعية واحدة،  من هنا من أمام مزارك المبارك، وشخصك الطاهر، قائلين لك: لا تبكي يا أمنا علينا دما ، بل اجعلينا نحن نذرف دما على خطايانا، وساعدينا على  التغير والتجديد والارتداد،  ساعدينا على أن نكون رعية واحدة لراع واحد، كما أراد ذلك وحيدك، ساعدينا أن نعمل سوية على إنجاح سينودس الشرق أوسط مع رؤساءنا الروحيين. 

ففي هذا اليوم المبارك،  ترأس الاحتفال سيادة المطران سليم الصايغ الموقر، مطران اللاتين في الأردن، صاحب الكلمة المحيية، الداعية للتوبة وللصلاة وللسلام والمحبة، بين جميع المؤمنين،  وبحضور المطران ياسر عياش، مطران الروم الكاثوليك، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات ، ووفود من المؤمنين من جميع رعايا المملكة، قدموا قاصدين التوبة والصلاة  وواعدين الأم الباكية دما، بالسير حسب تعاليم وحيدها، وعيش روح التطويبات في حياتهم اليومية. 

بعد أن أحيا وأبدع كورال سيدة الجبل، ليلة الخميس، بأمسية تراتيل مريمية بصوتهم الجبلي، جعلت الجميع يدخلون في جو روحي، ويشعرون وكأنهم مع الرب على جبل التطويبات، خاصة مع التأملات الروحية، استعدادا لاستقبال عيد سيدة الجبل ، والتي بكت دما على خطايا بني البشر. 

نعم لقد استقبلت سيدة عنجرة مئات الحجاج المؤمنين، قادمين من رعاياهم وحاملين في أيديهم السبحة الوردية ، وقاصدين،  بان يعيشوا ويجسدوا روح الوحدة المسيحية حسب إرادة الرب، وبان يكونوا جماعة واحدة مصلية ، وكل شيء مشترك بينهم على مثال حياة الجماعة المسيحية الأولى، قاصدين التغير والارتداد والتوبة والصلاة،  قبل العودة إلى بيوتهم ورعاياهم، وحياتهم اليومية. 

هذا ولقد ابتدأ الاحتفال ، بصلاة السبحة الوردية صباحا، ثم يليها مباشرة القداس الإلهي، ولقد رحب الأب عزام جاسر بجموع المؤمنين وبالمطارنة الأجلاء، والكهنة والرهبان والراهبات وبجميع المصلين من جميع أنحاء المملكة، باسم كهنة عنجرة في مزارها المبارك، وقال نجتمع اليوم  ونصلي بخشوع  حول العذراء الباكية لنعزيها ولنشكر الرب على النعم التي أغدقها علينا. 

في كلمة لسيادة المطران سليم الصايغ قال: لقد اختتم قداسة الحبر الأعظم يوم الجمعة الماضي بعيد قلب يسوع الاقدسن السنة الكهنوتية،  لذا  لنطلب نعمة الكهنوت في الكنيسة وفي الأسرة المسيحية، 

وأضاف قائلا: لقد كانت هذه السنة، سنة تجديد روحي لإخوتنا الكهنة ازدادوا وعيا على عظمة سر الكهنوت، وأهميته في الكنيسة، وزاد ذلك المؤمن حبا بالكهنوت وأصبحوا سندا لهم وقدموا آيات الشكر والحمد للمسيح الحبر الأعظم. 

وأشار أيضا ، غدا السبت سوف يرسم كاهن في مدينة الناصرة الشماس جورج أيوب وفي الأردن في كنيسة تلاع العلي ثلاثة شمامسة،  وقال : نصلي اليوم من اجلهم ونطلب لهم من الأم البتول بان يكونوا أمناء لنعمة الدعوة إذ إن الكاهن هو شريك في وظيفة المسيح. 

وأضاف أيضا: إن الكاهن هو خادم الأسرار المقدسة، ويتعامل يوميا مع الأسرار ، فهو رجل الله، يجعل الله حاضرا بين البشر، وهو لا يخدم مذهبا فكريا، فهو رائد الإنجيل وراعي الكنيسة، عليه أن يمارس بصدق المحبة الرعوية، وان يقدر نعمة الكهنوت. 

صلاتنا اليوم ترتفع طالبين فيها أن يحقق فينا التجديد الروحي على مستوى القلب والإرادة، وهذه لا يتم إلا إذا لبينا دعوة المسيح إلى التوبة، فبدون توبة لا خلاص لنا، 

وقال: أمنا تبكي علينا نحن الضعفاء المبتعدين عن الله، دموعها الوالدية هي دعوة لنا للتوبة، أمنا تفرح بتوبتنا الصادقة، نكفكف دموعها بتوبتنا الصادقة، وبصلاتنا السبحة الوردية التي هي سلاحنا ، فتكون حياتنا  عندئذ  شهادة لم نتعامل معه، فهذه هي رسالة العذراء لنا.  

فإليك أيتها البتول مريم المتألمة النازفة دما على خطايانا، نرفع ذواتنا اليوم مسبحين، يا من احتضنت الكلمة ووهبته للعالم، نتقدم منك نحن الخطاة واثقين بشفاعتك القديرة، فاذكرينا يا مريم في الصعوبات، كي نعود إلى بيوتنا ونحن نحمل في قلوبنا، إيماننا القوي، قاصدين أن نكون لك أبناء، كي لا ندعك تبكي علينا دما، وان نعيش الإنجيل الطاهر، وأن نرى يسوع في من هم حولنا،  والعودة إلى حضن كنيستنا الأم  الواحدة المقدسة الرسولية . 

اختم بقول العذراء في إحدى رسائلها التي تقول" 
"اليوم أشكركم على صلواتكم ... أنا قريبة منكم,,, وأصلى عن كل واحد... وأرجوكم صلوا صلوا... فإن الصلاة تقضى على الشر... والحماية من مكايد الشيطان في حياتكم . ...أنا أحبكم جميعاً وأتشفع لكم عند الرب". 
 
ونحن بدورنا رعايا  كنيسة الأردن ، والصوت الصارخ في البرية، نحبك يا أمنا مريم المتألمة ونشكرك، ونعدك، أن نسير حسب تعاليم كنيستنا الجامعة الواحدة، وان نصلي الوردية يوميا، لكي ينتزع كل شر وبلية من هذا العالم، وان نكرمك في بيوتنا وان نجعل قلوبنا طاهرة تليق بسكنى وحيدك، وان نصلي للكهنة وللرهبان والراهبات، وللدعوات الكهنوتية والرهبانية، وأن نحاول أن نسمع صوت النداء، عندما يهتف في داخلنا،" تعال واتبعني" لكي نكون شهودا للكلمة المتجسد. أمين 
 
شكرا خاصا لكهنة الرعية الأب سيمون والأب يوسف وراهبات  الكلمة المتجسدة، ولكورال الرعية وكشافة الليوبدة، ولكل من اشرف على هذا القداس الاحتفالي المريمي والذي يحمل شعار "وأنت سينفذ سيف في نفسك". 

فمع توما الاكويني نقول جميعا بفم واحد رمز التوبة الصادقة والتغير والارتداد: "امنحني الهي، رجوتك، إرادةً تبحث عنك، حكمةً تجدك، حياة ترضيك، ثباتًا ينتظرك بثقة،وثقةً تتوصل في نهاية المطاف إليك", 

يا سيدة الجبل.... صلي لأجلنا