مقابلة مع مدير متحف مكاريوس البيزنطيني في نيقوسيا

نيقوسيا، الجمعة 11 يونيو 2010. -  (Zenit.org) فيه أكبر مجموعة من الأيقونات ولكنه في الوقت عينه يشهد للمأساة الثقافية التي عانت منها جزيرة قبرص المتوسطية خلال العقود الأخيرة. إنه متحف نيقوسيا البيزنطي التابع لمؤسسة رئيس الأساقفة مكاريوس ويهدف بدرجة اولى الى الحفاظ على التراث الفني والثقافي القبرصي، المهمل في القسم الشمالي من الجزيرة، المحتل من قبل تركيا. تأسس المتحف عام 1982 بعد مسيرة طويلة دامت قرناً كاملاً.

في مقابلة نشرتها وكالة إيتش تو أو نيوز قال يوهانس إيلياديس، مدير متحف مكاريوس البيزنطيني في نيقوسيا أن الكنيسة فقدت الكثير بسبب "العديد من السرقات، والتجارة غير المشروعة بالأعمال الفنية"، الأمر الذي دفع بالكنيسة القبرصية الى العمل على جمع كل الايقونات الهامة في المدن الكبيرة لتكوين متحف بيزنطي.

"مع الأسف – أضاف - لم يكن بالاستطاعة القيام بذلك خلال فترة الحكم الإنكليزي. هذه الفكرة انطلقت من جديد مع رئيس الأساقفة مكاريوس، الذي بدأ بترميم الأيقونات. تم تأسيس مختبر للترميم عام 1973، وكان من المفترض أن يتم ترميم أكبر عدد ممكن من الأيقونات لتكوين المتحف، ولكن مع الأسف، حالت حرب عام 74 والاجتياح التركي دون حصول ذلك. عام 1982، بعد خمس سنوات على وفاة رئيس الأساقفة مكاريوس، تم تأسيس المتحف. مؤسسة مكاريوس تضم أيضاً مكتبة كبيرة، ومتحف للفن الحديث والمعاصر. ولكن الهدف الأول للمتحف يكمن في محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأعمال التي سرقت من شمال قبرص."

عدد الكنائس الذي دُمر أو تحول لاستعمال آخر في شمال قبرص بلغ 550 ويقدر عدد القطع الفنية التي سرقت بأكثر من عشرين ألف قطعة. تراث كبير تبعثر في كل أنحاء العالم بسبب التجارة غير الشرعية. ومؤخراً – قل إيلياديس – "تم العثور على أيقونتين كبيرتين من تيركومو، كانتا بحوزة تاجر روسي يهودي، كان يحتفظ بهما في سويسرا. وقد بدأنا بقضية إعادتهما الى قبرص." كما و تم العثور على أكثر من 300 عمل فني في منزل تاجر تركي في ألمانيا. تم العثور عليها منذ أكثر من 11 عاماً ولكنها لا تزال في ألمانيا، ونحن نطالب بعودتها كلها الى قبرص، وقد دفعت الكنيسة القبرصية مبلغاً من المال لمعرفة مكان وجود شقق التاجر التركي. وبعد عملية البيع والشراء بين سبتمبر وأكتوبر 1997، استعدنا هذه اللوحات. هذه اللوحات الثلاث أثرت كثيراً فينا عندما عُلقت من جديد على الجدار، على أمل أن تعود يوماً الى الكنيسة التي كانت فيها في الأساس".

والواقع أن قيمة هذه الأعمال تذهب أبعد من نوعيتها الفنية الثمينة بحد ذاتها. معها يتم إنقاذ وإعادة ترميم الهوية المسيحية القوية لدى الشعب القبرصي المتجذر في أرضه وفي إيمانه. إيمان الشعب الذي أُجبر على هجر منازله في سبعينات القرن الماضي، لعب دورا اساسياً في إنقاذ الأيقونات الثمينة.

حوالي خمسين كنيسة توجد في مخيمات عسكرية لا يمكن الوصول إليها – قال يوهانس- والتي تم التوصل الى زيارتها تبدو في حالة يرثى لها. مدير متحف نيقوسيا البيونطيني تمنى أن يتم التوصل الى شروط أمنية تسمح للاجئين بالعودة الى أراضيهم والى كنائسهم لترميمها. "ساعدونا – قال بقوة – وإلا فلن يبقى شيء من هذا التراث الكبير". صرخة يوجهها أيضاً للبابا.

"نحن نطلب من البابا أن يحاول القيام بشيء ما من اجل التراث الثقافي في الشمال. لقد قدمنا للبابا، من خلال الرئيس بابادوبولس- الذي توفي العام الماضي – البوم صور الكنائس المحتلة وحالتها، لنحظى بدعمه، وهذه المساعدة طلبها رئيس الأساقفة كريزوستومس الثاني بدوره من البابا خلال زيارته الرسمية الى الفاتيكان عام 2007.

http://www.h2onews.org/arabian/132-the-pope/224445174-news_id_2738.html