بقلم الأخت سيسيل حجازين – راهبات الوردية

الأردن، الاثنين 14 يونيو 2010 (Zenit.org). – احتفلت أمنا الكنيسة في العالم اجمع، يوم الجمعة الماضي، بعيد قلب يسوع الأقدس، القلب الذي كله محبة ونعم وعطايا غزيرة، يفيض اليوم على إخوتنا الكهنة في اختتام السنة الكهنوتية، وعلى بطريرك المدينة المقدسة، غبطة البطريرك فؤاد الطوال جزيل الوقار، في يوم عيده، الراعي الصالح،  الذي يقودنا بكل محبة وبكلمات وعظات، لا ترجع فارغة لكل من يسمعها،  بل تقع وقوع الحنطة على الأرض الطيبة،  صاحب القلب الكبير الداعي للسلام الشامل العادل.

قلب يسوع هو الراعي الصالح، القلب الذي يخاطبنا بكل محبة وصدق،  فما أجمل ذلك الخطاب الذي لفظه، مبينا انه الراعي الصالح، فيه قدّم ادلّه لا تقبل الرد على انه هو حقيقة يبذل نفسه عن الخراف.

بعد أن أوضح هذه القضية، أعلن انه يعرف رعيته ورعيته تعرفه. فمن هنا تبان شدّة الغيرة التي تتّقد في قلب يسوع المسيح على كل واحد من أبناء رعيته.

إن الراعي الصالح له صفات لا يمكنه أن يكون خاليا منها، فهو راع له رعيته، ويعرف رعيته ويدافع عنها ويبذل نفسه دونها. فكل هذه الصفات موجودة في قلب يسوع الراعي الصالح.

    * يسوع هو راع، لان له رعيته. وأي رعية أوسع من رعية ذلك الذي جعل الله الاب الكل في يديه؟ نحن خاضعون لسلطان يسوع، بحكم الخلق وبحكم الفداء. وأي إنسان يمكنه أن يدعي إن له الحق علينا سواه؟ فيا للشرف العظيم الذي نملكه نحن بتمسكنا بيسوع المسيح دون سواه.

    * يسوع يعرف رعيته. ومعنى المعرفة ليس النظر البسيط، المجرد عن كل مساعدة، بل انه يعرف احتياجاتنا وضعفنا ومسكنتنا، ثم يعرف كل واحد منا لأنه يدعو خرافه بأسمائها، ويمشي أمامها ليقودها إلى المراعي الخصبة. وأي مرعى أخصب من قلبه الإلهي، حيث نجد كل احتياجات قلبنا ؟

    * يسوع يدافع عن رعيته. فهو يقول:" إن الأجير إذا رأى الذئب مقبلا يترك الخراف، وإنما يهرب الأجير لأنه لا يهمه أمر القطيع". أما يسوع فهو غير مستأجر، بل يدافع عن الخراف ضد كل عدوّ، لان أمر الخراف يهمّه. وإذا كان الله يدافع عنّا فمن يقدر على مقاومتنا؟.

    * يسوع يبذل نفسه عنّا نحن أغنامه. انه بذلها عنّا مرة على الصليب بنوع دموي، وهو يبذلها عنّا كل يوم على المذابح بنوع سرّي. وكما أعطانا ذاته، أعطانا معها كل شيء.

فلنسرع إلى راعينا يسوع، ونعرف صوته، ونتمسك بالإقرار به، ولنبق دائما بقربه، لان النعجة التي تستمر قرب راعيها تحصل منه على أحسن غذاء وارق ملاطفة.

فلنجتهد ولنحرص في أن نكون من رعية قلبه الطاهر، بمحافظتنا على نقاوة قلوبنا ، لان الإنسان الخاطئ بعيدا عن الراعي الصالح،  " ففرح أبينا السماويّ هو بعودتنا إليه، وعندما نعود إليه نجد الفرح الحقيقي"، كما يقول خوري ارس.

فلنتشجع ولنتقدم خطوة إلى الأمام،  باذلين جهدنا،  لنكون القطيع المطيع لرعاتنا، ولنكن اليد اليمنى لهم،  بمحافظتنا على إيماننا الحي،  وشهادتنا أمام الجميع ، ليروا الناس أعمالنا الصالحة،  فيمجدوا أبانا السماوي. 

فيا قلب يسوع الموجود في سر القربان الأقدس، ارحمنا نحن الخراف الضالة، واعدنا إلى الحظيرة الواحدة، وأحفظ رعاة نفوسنا، واسكب نعمك الغزيرة على بطريركنا فؤاد الطوال، في يوم عيده، مع عيد قلبك الطاهر، واسكب عليه غزير نعمك، ليقود كنيسة الشرق، إلى الوحدة والسلام والمحبة والشركة والشهادة الحية لحضورك بيننا، والى مسيرة السنودس الشرق أوسط، نعمة النجاح والثمار الغزيرة لخلاص نفوسنا.

كل عام وغبطة البطريرك فؤاد الطوال، وجميع إخوتنا، الكهنة في جميع أنحاء العالم بألف خير، لا بانتهاء السنة الكهنوتية،  بل ببداية الصلاة المكثفة من اجلهم، ليكونوا لنا المثال الحي، والشهادة لحب الراعي الصالح لرعاته، والذي يترك التسعة والتسعين ويفتش عن الخروف الضّال.