بقلم روبير شعيب
روما، الثلاثاء 1 يونيو 2010 (Zenit.org). – “يوم غد [اليوم] سيكون يوم حداد في كل قطاع غزة. ستتوقف غزة بأسرها، وسيكون هناك مسيرات احتجاج في مختلف المدن وفي القطاع. المناخ السائد ثقيل ومخاوف التصعيد ملموسة ولهذا أدعو إلى الحيطة والحذر”، كان هذا تعليق الأب خورخي هيرناندز، خوري رعية من قطاع غزة في حديث إلى وكالة سير التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا بعد ساعات قليلة من الاعتداء الإسرائيلي على “اسطول الحرية” المتوجه الى غزة بقصد كسر الحصار المفروض على القطاع منذ ثلاثة أعوام.
وتأسف الخوري لأجل هذه المأساة التي وقعت خلال “الأسبوع العالمي للسلام في فلسطين وإسرائيل” والتي بدأت في 29 مايو وتستمر حتى 4 يونيو برعاية المجلس العالمي للكنائس، وقال: لا أعرف كيف أعبر عن أسفي العميق لهذا الحادث المؤسف الذي كان يمكن تفاديه”.
وأضاف الكاهن: “لقد توعدت إسرائيل بإيقاف أية محاولة للاقتراب من غزة. وهي تملك الوسائل للقيام بذلك. ولم يكن ضروريًا التوصل إلى القتل، والخطر الكامن الآن هو أن يولد العنفُ العنف. إذ يجري الحديث الآن عن ثأر وردات فعل”.
يضاف إلى هذا الإعتداء حالة الحصار المؤسفة التي يُخضع إليها المواطنون الفلسطينيون منذ ثلاث سنوات، حيث تقطّر إسرائيل دخول المواد الغذائية، وتؤدي إلى تعذر الحالة الاجتماعية والاقتصادية. وتعليقًا على هذه الحالة قال هيرناندز: “الاقتصاد بات ركيكًا للغاية، والبضائع تخضع لتغيّر كبير في الأسعار. الشعب مضطرب ويميل إلى التعبير عن غضبه. ليس هذا الوقت للحديث عن مسيحيين ومسلمين، ففي غزة كلنا فلسطينيون في القارب نفسه، ولا ننسينّ أن هناك إله وهو سيدين كل شيء”.
وأضاف: “يجب أن نصلي من أجل السلام، متضرعين إلى الرب لكي لا تكون الكلمة الأخيرة للعنف، حتى ولو كنا بصدد ظلم فادح. هذا زمن يجب أن نردد فيه: طوبى لفاعلي السلام”.
الفاتيكان: اللجوء إلى العنف يعذّر الحوار
على صعيد آخر، عبّر الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي، الأب فيديريكو لومباردي عن استنكاره وألمه للحادث، متأسفًا للضحايا البريئة، وأشار أن الكرسي الرسولي يتابع الحادث عن كثب باهتمام بالغ.
كما وذكّر أن الكرسي الرسولي هو يرفض دومًا لغة واستعمال العنف الذي يعذّر الحوار وحل المشاكل.
وكان للأب بيرباتيستا بيتزابالا تعليقًا مماثلاً استنكر فيه المجزرة “التي لم تكن ضرورية وكان يمكن تحاشيها”، وأشار مسؤول الفرنسيسكان حراس الأراضي المقدسة إلى أن هذه المأساة لن تساعد ما يعرف بعملية السلام ولن تسهم في خلق الجو الضروري لمشاورات السلام.
وانتقد موقف الجماعة الدولية التي يبدو وكأنها قد استسلمت لهذه الحالة، وأنها لا تعبّر عن إرادة ثابتة أو عن رغبة للدخول في هذه الحالة المعقدة حيث تولد كل كلمة وكل موقف ردات فعل ويتركنا مع حالة لا مخرج منها.