المطابقة الافخارستية

كهنوتُ علمانيّ (5)

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما، الثلاثاء 1 يونيو 2010 (Zenit.org). – يشرح بلوندل أن أفعالنا تتضمن لامتناهيًا ثابتًا، وأنه من الضروري أن ننقص لكي ينمي الله فينا، لأنه بقدر ما هناك أقل نحن، بقدر ذلك هناك أكثر هو، أكثر الله. أمينًا إلى هذه النظرة يصرح بلوندل أنه جاهز لكي يتحمل “الاستشهاد الفكري”، جهوزية تتجلى في استعداديته للتخلي عن برنامجه الفلسفي-الدفاعي لكي يعيش إرادة الله.

هذه الجهوزية ترجمها بلوندل في قناعته بأن ليس عمله هو الذي يولد ارتداد الآخرين إلى المسيح بل قبوله لعمل الله فيه. فقط من خلال إخلاء الذات، يستطيع الإنسان أن يقبل في ذاته تنازل الله وأن يُشرك به الآخرين؛ وفقط عندما يُفسح المجال لله لكي يؤله الإنسان، يستطيع الإنسان أن يؤنسن ما هو إلهي. يقول بلوندل في هذا الصدد: “نعم، للإنسان دور كبير: يترتب عليه أن يؤنسن ما هو إلهي، كما أن الله ألّه ما هو إنساني. فلنعش في المسيح لكي يعيش المسيح في الإنسان، في الفيلسوف”. بعد أن تثبت من دعوته الفلسفية، عاش بلوندل دعوته بزخم كهنوتي في الإخلاص الصعب والتجرد الجاف.

الإماتة والألم هما وسيلة لا غاية. الغاية من إفراغ الذات هي قبول فعل الله المطلق. هذا المفهوم الذي يعبر عنه بلوندل في لغة فلسفية في أطروحة “الفعل”، يظهر في تعابير مسيحية وافخارستية واضحة في مذكراته، حيث نرى تمحورًا افخارستيًا في الحديث عن الفعل الكامل. الافخارستيا هي الكلمة الإلهية التي تنزل في عمق نفوسنا وتضحي “خميرة ترفع كياننا في عمل تخمير غير منظور”. عندما نقبل الافخارستيا يتم “تحول مادتنا اللحمية في عمل تحول إلهي بطيء”.

يلخص بلوندل أفكاره في مذكراته قائلاً: “أود أن أُبيّن أن الطريقة المثلى للكيان هي الفعل، والطريقة المثلى للفعل هي الألم والحب، وأن الطريقة المثلى للحب هي الاتحاد بالمسيح”. وإذ يدرك فراغ المقاصد البشرية الصرفة، يحوّل بلوندل نواياه إلى صلاة: “إلهي، ليتني أكون خبزًا طيبًا تتلون عليه كلمات التقديس”.

(يتبع)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير