حاوره في مطار لارنكا: الأب رفعت بدر
لارناكا، الخميس 10 يونيو 2010 (Zenit.org). –. – جمعت مطارات قبرص، وبخاصة مطار لارنكا الدولي العديد من الأشخاص الذين تقاطعت طرقهم ، في رحلة العودة من قبرص، فالبابا بندكتس عاد الى روما ، وبطاركة الشرق عاد كل الى أبرشيته ، بالاضافة الى عشرات الوفود الذين اكتظت بهم بوابات المطار ، من رجال صحافة واعلام قدر عددهم ب 600 شخصا عملوا بوسائل الاعلام المتعددة على تغطية الزيارة ، ومن أساقفة وكهنة رافقوا وفودا من رعاياهم أو جاؤوا فرادى .
وقد جمعني وقت انتظار رحلة العودة الى عمّان ، بأسقف جالس يقرأ صحيفة الشرق الاوسط ، وينتظر رحلة العودة الى طهران ، تعرفت اليه ، فاذا هو المطران رمزي قرمو، مطران الكلدان في إيران ، ووجدتها مناسبة للحديث معه ، حول الكنيسة في إيران وأحوالها اليوم، مع شح الاخبار التي تتحدث عنها .
المطران رمزي عراقي الأصل ، ويمكث في إيران منذ 33 عاما، وسيم أسقفا معاونا عام 1996 ، وابتدأ مهامه الرسمية كرئيس للأبرشية عام 1999.
تحدث عن المسيحيين في إيران، فقال نحن أقلية صغيرة ، حيث يقدّر عدد المسيحيين في ايران بمئة ألف شخص فقط، من مجمل سكان ايران البالغ عددهم سبعون مليون نسمة . وغالبية المسيحيين هم أرمن أرثوذكس ، ويقدر عدد الكاثوليك بعشرة آلاف نسمة ، يتوزعون على 4 أبرشيات : أبرشية للكلدان وأبرشية للاتين وثالثة للأرمن الأرثوذكس ورابعة لكنيسة الشرق الاشورية.
وحول السمة الرئيسة للكنيسة في إيران، قال المطران رمزي الذي يرأس أيضا مجلس الاساقفة في طهران ، ان كنيستنا تدين للقديس توما الرسول بإدخال المسيحية اليها، ثم انتقلت رحلات التبشير من بلاد فارس الى الصين ، الا أنال سمة الرئيسة لنا هي أننا “كنيسة الشهداء” ، فمنذ القرون الاولى حدثت اضطهادات بحق المسيحيين الاوائل ، ليس من الرومان ، وانما من الفرس الذين كانوا يحكمون هذه البلاد .
واليوم ، ومع أفواج الهجرة المسيحية من أيران ، والتي أثرت على الاعداد بشكل كبير ، يرى المطران قرمو أن قوة الكنيسة لا يأتي من الاعداد ، وانما من نوعية الشهادة .
وفي اليوم السابق لهذه المقابلة السريعة ، شارك المطران قرمو بالقداس الحاشد الذي ترأسه البابا في ستاد نيقوسيا ، وتسلم من يدي قداسته نسخة من وثيقة العمل الاساسية لسينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط ، واستذكر في لقائنا أنه عمل على صياغتها مع المطران الشهيد لويجي فيرونيزي الذي قتل قبل يومين من زيارة البابا الى قبرص ، في مقر اقامته في تركيا . وعن آمال الكنيسة في ايران من السينودس ، قال المطران أتمنى أن يكون سينودس التوبة بمفهومها العميق، فما يهدد الكنيسة ليس التحديات الخارجية ، وانما التحدي الاكبر هو ضعف إيمان أعضائها ، والسينودس هو في أساسه عودة الى الجذور ، الى الينابيع الايمان الاصلية ، واقتبس من الانجيل المقدس قول السيد المسيح : انا الكرمة وانتم الاغصان، وعندما تبتعد الاغصان عن جذورها ، تجف وتضعف وتزول .
وأخيرا ، تمنى المطران رمزي أن تبقى كنائس الشرق ، على اتصال وشركة وتواصل ، فقال اننا بحاجة الى أن يزورنا أخوتنا ، من بلدان الشرق ، ليتعرفوا على أرض الواقع ، على الكنيسة لدينا ، والتي بالرغم من قلة أعداد أفرادها، الا أنها مدعوة مع كنائس الشرق ، الى تعميق هويتها وايمانها ، وأن تعيش الشركة مع باقي الكنائس ، وأن تشهد لهذا الايمان ، بكل ما أوتيت من امكانيات، داخل المجتمع الذي تتواجد فيه .