بقلم روبير شعيب
الفاتيكان،الجمعة 11 يونيو 2010 (Zenit.org). – “كان من المتوقع ألا يروق “للعدو” هذا الإشعاع الكهنوتي الجديد؛ فهو يود أن يختفي الكهنوت، لأنه كما وكأن الله قد دُفِع خارج العالم. وهذا ما حدث، في سنة الفرح هذه لأجل سر الكهنوت، ظهرت خطايا الكهنة – وخصوصًا الاعتداءات الجنسية على القاصرين، حيث ظهر عكس مهمة الكهنوت الذي يجب أن يبين عن اعتناء الله بالإنسان”.
بهذه الكلمات قدم البابا قراءة روحية لتزامن السنة الكهنوتية مع فضيحة اعتداء بعض الكهنة جنسيًا على بعض الأطفال دون أن يشكل ذلك إنكارًا للمسؤولية الفادحة التي تقع على عاتق هؤلاء الكهنة وعلى عاتق الكنيسة في مسؤوليتها التربوية وفي اختيار الدعوات.
جاءت كلمات البابا في معرض العظة التي ألقاها خلال القداس الإلهي الذي ختم السنة الكهنوتية في الفاتيكان اليوم الجمعة 11 يونيو 2010.
ذكّر البابا في مطلع عظته بأن “وظيفة” الكاهن ليست مساوية للوظائف الأخرى، فما يقوم به الكاهن بنعمة الله وسلطان المسيح لا يستطيع أن يقوم بها أي كائن بشر بحد ذاته: أي “أن يتلفظ باسم المسيح بكلمات الحلة من خطايانا ويحول بهذا الشكل، انطلاقًا من الله، حالة حياتنا. يتلفظ على الخبز والخمر بكلمات شكر المسيح التي هي كلمات التحول الجوهري – كلمات تجعله حاضرًا، هو القائم من الموت، في جسده ودمه، وتحول بهذا الشكل عناصر العالم: كلمات تشرّع العالم على الله وتوحده به”.
“الكهنوت ليس إذًا مجرد “خدمة”، بل هو سر: الله الذي يستعين بكائن بشري فقير لكي يضحي حاضرًا من خلاله للبشر ولكي يُعنى بهم”.
واعتبر الأب الأقدس أن خيار الله لبشر ضعفاء إنما هو عمل شجاع. فرغم أنه يعرف ضعفنا، “يعتبر أننا كبشر نستطيع أن نتصرف وأن نكون حاضرين في مقامه – شجاعة الله هذه هي الأمر الأعظم الذي يتستر وراء كلمة “الكهنوت””.
واعتبر الأب الأقدس أن الهدف من هذه السنة كانت إرادة إيقاظ فرح الله في نفوس الكهنة لأنه إله قريب يسندنا يومًا فيوم.
كما وأراد البابا في هذه السنة أن يبين من جديد للشباب “أن هذه الدعوة، هذه الشركة في الخدمة من أجل الله ومع الله هي واقع حقيقي، لا بل أن الله ينتظر نعمنا”.
ثم قال: “كان من المتوقع ألا يروق “للعدو” هذا الإشعاع الكهنوتي الجديد؛ فهو يود أن يختفي الكهنوت، لأنه كما وكأن الله قد دُفِع خارج العالم”.
وتابع: “وهذا ما حدث، في سنة الفرح هذه لأجل سر الكهنوت، ظهرت خطايا الكهنة – وخصوصًا الاعتداءات الجنسية على القاصرين، حيث ظهر عكس مهمة الكهنوت الذي يجب أن يبين عن اعتناء الله بالإنسان”.
وشدد أنه يجب على الكهنة وعلى رجال الدين أن يطلبوا “الغفران إلى الله وإلى ضحايا هذه الاعتداءات”.
ولم يكتف بالاعتذار بل قدم هذا الوعد: “نعد بأن نقوم بكل ما هو ممكن لكيما لا تتم هذه الاعتداءات من جديد” كما ووعد باسم الكنيسة “بالقيام – في قبول المرشحين إلى الدرجات الكهنوتية وفي التنشئة خلال مسيرة الاستعداد للكهنوت – بكل ما بوسعنا لكي نتأكد من أصالة الدعوة ونعد بأننا نريد أن نرافق الكهنة أكثر في مسيرتهم، لكيما يحميهم الرب من الحالات المؤلمة وأخطار الحياة”.
ثم استدرك البابا قائلاً: “لو كانت السنة الكهنوتية وسيلة لتمجيد عملنا البشري البحت، لكانت هذه الأحداث قد دمرته”. ولكن الأمر كان عكس ذلك بالضبط: “أردنا أن نضحي أكثر عرفانًا نحو هبة الله، هبة تختبئ في آنية من خزف، تجعل محبة الله ملموسة في هذا العالم من خلال كل الضعف البشري”.
ثم أضاف: “وهكذا نعتبر ما حدث وكأنه واجب تطهير، واجب يرافقنا نحو المستقبل، ويجعلنا نكتشف من جديد ونحب هبة الله العظيمة. بهذا الشكل، تضحي الهبة التزامًا للإجابة على شجاعة وتواضع الله من خلال شجاعتنا وتواضعنا”.