بقلم روبير شعيب
باكو، الاثنين 14 يونيو 2010 (Zenit.org). – “يجب الاعتراف بالمساواة بين الرجل والمرأة، والتعبير والدفاع عنها: فكلاهما شخصان بشريان، يتمايزان عن كل كائن حي في العالم”، هذا ما صرح به رئيس الاساقفة كلاوديو غوجيروتي، النائب الرسولي في أزاربيجان، في معرض المؤتمر السابع لمجلس الوزراء الأوروبيين المسؤولين عن المساواة بين الرجل والمرأة، الذي عقد في أواخر مايو المنصرم حول موضوع “المساواة بين الجنسين: تغطية الهوة بين المساواة القانونية والفعلية”.
أتت كلمات غوجيروتي صدىً لما قاله البابا بندكتس السادس عشر في معرض زيارته إلى أوغندا والكاميرون، وبالتحديد خلال لقائه بالحركات والمنظمات الكاثوليكية لتعزيز حقوق المرأة في 22 مارس 2009.
وقد عبّر رئيس الأساقفة عن موقف الكرسي الرسولي الذي يوحد جهوده مع جميع الذين يستنكرون الاستغلال الذي تتعرض له النساء مع عدم المساواة الذي تعشنه: “الكرسي الرسولي يقف بالكامل إلى جانب الرجال والنساء الذين يذكرون الدور الأساسي الذي تلعبه العائلة كعنصر سلام وتربية”.
ولفت إلى ضرورة التيقن من بعض المبادئ والأوليات.
الأولوية الأولى هي تربية الشبيبة على فهم دور المرأة وأهميته. وصرح في هذا المعرض: “من المؤسف أن نرى في عالم اليوم كيف أن مجرد واقع أن يكون الشخص البشري امرأة قد يؤدي إلى نقصان إمكانيات ولادتها أو بقائها على قيد الحياة؛ وقد يعني أن تنال تغذية وعناية طبية أقل، وأن تحصل على تربية أولية محدودة، أو حتى أن تُحرم منها”.
الاولوية الثانية التي ينبغي التربية عليها هي التعرف على خاصية دور المرأة وفرادتها: فالاعتراف بمساواة المرأة للرجل يتماشى ويتكامل مع الاعتراف باختلافها، لأن الاثنين يتساويان مع الحفاظ على فرادة كل منهما. وشدد النائب الرسولي على أنه عندما تتاح الفرصة للنساء لكي يعبّرن عن مواهبهن بالكامل “تتحول إيجابيًا الطريقة التي من خلالها يفهم وينظم المجتمع ذاته”. وعليه، قيّم غوجيروتي ازدياد عدد النساء في إطار الحياة العامة الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية على الأصعدة المحلية، الوطنية والدولية “كعملية حميدة” ومشروعة لأنه “يحق للنساء بالكامل أن ينخرطن بشكل فاعل في مختلف أطر الحياة العامة ويجب أن نحمي هذا الحق وأن نشدد عليه (البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة اليوم العالمي للسلام 1995).
هذا وأشاد رئيس الأساقفة بالدور الصامت والبطولي الذي تعيشه النساء في دول عديدة، وخصوصًا في تلك الدول التي تمر بأوضاع عصيبة، حيث تقوم النساء بالتعويض عن حالة النقص التي تخلفها الحروب والكوارث البيئية والبشرية، مقدمة إسهامها الفريد الإنساني والثقافي والتربوي.
وأوضح أخيرًا أنه في سبيل تقييم وتعزيز مساواة المرأة بالرجل، لا بد من الاعتراف وتقييم خصائص المرأة، بحيث لا يطغى دورها العام على دورها الخاص والذي لا بديل عنه في حميمية العائلة. فدور المراة وإسهامها في هذا المجال – كما لاحظ البابا يوحنا بولس الثاني – هو، “بالرغم من الاهتمام والتقدير القليل الذي يحظى به، دور ذي قيمة لا توصف”.