بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الثلاثاء 29 يونيو 2010 (zenit.org). – “إن إحدى خصائص عمل الشرير هي التقسيم داخل الجماعة الكنسية. الانقسامات هي بالحقيقة مرادف لقوى الخطيئة، التي ما زالت تعمل في أعضاء الكنيسة حتى بعد الخلاص. ولكن كلمة المسيح واضحة: “لن تقوى – Non praevalebunt ” (مت 16، 18). وحدة الكنيسة هي متجذرة في الاتحاد بالمسيح، وهي الدافع لملء وحدة المسيحيين – التي يجب التفتيش عنها دومًا وتجديدها، من جيل إلى جيل – وهي مسنودة دومًا بصلاة المسيح ووعده”.
تشكل هذه الكلمات محور حديث البابا بندكتس السادس عشر خلال عظته في القداس الإلهي الذي ترأسه بمناسبة عيد الرسولين بطرس وبولس في البازيليك الفاتيكانية بحضور 38 رئيس أساقفة متروبوليتي، وقد قام خلالها بتسليم الدرع الرسولي.
علق البابا على قراءات عيد الرسولين شفيعي روما مستقرئًا من خلال خبرة الرسولين أن “الله قريب من خدامه الأمناء ويحررهم من كل شر، ويحرر الكنيسة من السلاطين السلبية”.
الاضطهاد الحقيقي هو الخطيئة
وقد نوه الأب الأقدس في عظته من ناحية إلى الاضطهاد، ومن ناحية أخرى إلى أمانة الله التي تتجلى مسيرة الكنيسة الألفية: “بالواقع، إذا فكرنا في ألفي سنة من تاريخ الكنيسة، يمكننا أن نلاحظ – كما سبق وأعلن الرب يسوع ( راجع مت 10، 16 – 33) – أنه لا يمكن أن تنقص التجارب للمسيحيين، وأن هذه قد أخذت في بعض الحقبات طابع اضطهاد حقيقي”.
وأضاف بندكتس السادس عشر شارحًا أن هذه الاضطهادات، بالرغم من الآلام التي تتسبب بها، لا تشكل الخطر الأكبر للكنيسة. فالضرر الأكبر “يأتي مما يلوث الإيمان وحياة المسيحيين والجماعات المسيحية، ومما يتعدى على وحدة الجسد السري، مضعفًا قدرته النبوية على الشهادة، وملوثًا جمال وجهه”.
قوى الجحيم لن تقوى عليها: رجاء الوحدة
ولكن الكلمة الفصل في كل تجارب الكنيسة الداخلية والخارجية هي كلمة يسوع: “قوى الجحيم لن تقوى عليها”. تشكل كلمة يسوع “ضمانة حرية يقدمها الله للكنيسة: حرية من القيود المادية التي تسعى لكي تمنع أو تعرقل رسالتها، ومن الشرور الروحية والأخلاقية التي تستطيع أن تعكر أصالتها ومصداقيتها”.
وقرأ البابا كلمات يسوع هذه في إطار مسيرة الوحدة بين المسيحيين فقال: “هذه الكلمات تستطيع أن تحمل معنى مسكوني هام، لأنها، كما سبق وأشرت، إن إحدى خصائص عمل الشرير هي التقسيم داخل الجماعة الكنسية”.
وشرح مقصده بالقول: “الانقسامات هي بالحقيقة مرادف لقوى الخطيئة، التي ما زالت تعمل في أعضاء الكنيسة حتى بعد الخلاص. ولكن كلمة المسيح واضحة: “لن تقوى – Non praevalebunt ” (مت 16، 18)”.
وتابع: “وحدة الكنيسة هي متجذرة في الاتحاد بالمسيح، وهي الدافع لملء وحدة المسيحيين – التي يجب التفتيش عنها دومًا وتجديدها، من جيل إلى جيل – وهي مسنودة دومًا بصلاة المسيح ووعده”.
وأخيرًا ذكر بأنه في الحرب ضد روح الشر، أعطانا الله في يسوع “المحامي”، وبعد فصحه “برقليطًا آخر” (راجع يو 14، 16)، الروح القدس، الذي يبقى معنا دومًا ويقود الكنيسة نحو ملء الحقيقة (راجع يو 14، 16؛ 16، 13)، التي هي أيضًا ملء المحبة وملء الوحدة.