* * *
أيها الإخوة في المسيح،
“النعمة والسلام معكم من الله أبينا” (كو 1:2). بفرح عظيم، أرحب بكم في الرب في مدينة روما، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية لاستشهاد القديسين بطرس وبولس. هذا العيد الذي تحتفل به الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية في نفس اليوم، هو أحد الأعياد الأكثر قدماً في السنة الليتورجية، وهو يشهد للزمن الذي كانت تعيش فيه جماعاتنا بشراكة تامة.
إن حضوركم هنا اليوم – والذي لأجله أشكر بطريرك القسطنطينية، قداسة برتلماوس الأول والسينودس المسكوني المقدس – يملأ قلوبنا جميعاً فرحاً. أشكر الله أن العلاقات بيننا تتميز بالثقة المتبادلة، والتقدير والاحترام، كما تبين في جميع اللقاءات التي عقدت خلال هذه السنة. وفي كل ذلك مدعاة للرجاء بأن الحوار الكاثوليكي-الأرثوذكسي سيستمر ويحرز تقدماً ملحوظاً. وانتم تعلمون أن اللجنة الثنائية للحوار اللاهوتي بلغت مرحلة حاسمة، بعد أن بدأت في بافوس في أكتوبر الماضي مناقشة “دور أسقف روما في كنيسة الألفية الأولى”.
نصلي من كل قلبنا لكيما – وبهدي الروح القدس – يتابع أعضاء اللجنة مسيرتهم على هذا الدرب خلال الجمعية القادمة في فيينا، وأن يخصصوا لها الوقت الكافي لدراسة هذا الموضوع البالغ الأهمية. وإنها بالنسبة لي علامة مشجعة ان يتقاسم البطريرك المسكوني برتلماوس الأول والسينودس المقدس معنا هذه القناعة بأهمية الحوار، كما قال قداسته بوضوح في رسالته العامة بمناسبة الأحد الأرثوذكسي في 21 فبراير 2010.
إن سينودس أساقفة الشرق الأوسط الذي دعيت إليه وسينعقد في أكتوبر في روما، سيولي انتباهاً كبيراً للعمل المسكوني والتعاون فيما بين المسيحيين في المنطقة. في الواقع ، هذا ما تشدد عليه ورقة عمل السينودس – التي سلمتها لأساقفة الشرق الأوسط خلال زيارتي الى قبرص، حيث استقبلني غبطة كريزوستوموس الثاني بعاطفة أخوية.
إن الصعوبات التي يعاني منها مسيحيو الشرق الأوسط تعنينا جميعاً: إنهم يعيشون كأقليات ويطمحون الى الحرية الدينية الحقيقية والى السلام. وهناك حاجة لتعزيز الحوار مع الجماعات اليهودية والإسلامية. وفي هذا الإطار يسعدني أن أرحب بالبعثة التي سيرسلها البطريرك المسكوني للمشاركة في أعمال الجمعية السينودوسية.
صاحب النيافة، أعضاء البعثة الأعزاء، أشكركم على زيارتكم وأسألكم أن تنقلوا تحيتي الى قداسة برتلماوس الأول والى السينودس المقدس، والى الإكليرس والمؤمنين في البطريركية المسكونية. وبشفاعة الرسولين بطرس وبولس، فلينعم الله علينا بفيض بركاته، وليحفظنا دائماً بمحبته.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة وينيت العالمية