وأشار رئيسا الأساقفة، تحت هذه الظروف، إنّ العروض التعليمية كانت الطريق الوحيد الذي يساهمُ من خلاله المسيحيون في جعل المجتمع العراقي أكثر حرّية وإنسانية في المستقبل. وبالنتيجة، فإنّهما يرغبان في تأسيس مدارس جديدة. وأكّد الأسقفان أنّ العديد من المسلمين سيرون في هذا المشروع خطوة إيجابية لأنّ المدارس المسيحية تحظى بسمعةٍ جيّدة نسبةً لمعاييرها عالية الجودة، وأنّ الحكومة سترّحب بالفكرة بدون أيّ شك. وعلى أيّة حال، أوضح رئيسا الأساقفة بأنّ المسيحيين يفتقرون إلى الموارد اللازمة لتحقيق هذا المشروع. ولاقت فكرة الأسقفين اهتمام كلٍ من عضو البرلمان الأوربي واللجنة الأوربية. ووعد المسؤلون بإعادة النظر في هذه القضية بتعاطف وضمن معايير الاتحاد الأوربي. وعبّر أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي عن امتنانهم للحقائق وللأجابات التي قدّمها الأسقفان لأسئلة السياسيين خلال عددٍ من اللقاءات. وبحسب العضو البولندي في البرلمان الأوربي، جان أولبرخت، أصبحَ واضحًا في اللقاء أنّ المسيحيين يشكّلون عنصرًا ضروريًا في المجتمع العراقي. وأضاف أولبرخت أنّ مساعدة المسيحيين المضطهدين كان بالتالي “مساهمة للمصالحة والسلام الدائم في تلك البلدان، وجوابًا سياسيًا على التعصّب العنيف”.
ونظّم زيارة رئيسي الأساقفة الجمعيةُ الخيرية الكاثوليكية العالمية “عون الكنيسة المتألمة”، وذلك كي تحصل السلطات في بروكسل على معلومات مباشرة حول وضع المسيحيين في العراق. وشكل ذلك بداية للحملة الإعلامية التي تقومُ بها جمعية عون الكنيسة المتألمة والتي تهدف إلى زيادة وعي صانعي القرار السياسي حول وضع المسيحيين المضطهدين في العالم كلّه.
وتُموّل الجمعية الخيرية العالمية “عون الكنيسة المتألمة” بصورةٍ كاملة من تبرعات أفراد، وهي تساعد الكنيسة وأولئك الذين يعملون فيها لخدمة الآخرين، كما تموّل آلاف المشاريع الراعوية في العالم كلّ سنة. جانبٌ آخر لا غنى عنه لعون الكنيسة المتألمة هو عملها من أجل الحرية الدينية؛ فمنذ تأسيسها عام 1947، كانت هذه الجمعية صوتًا للمسيحيين المضطهدين في العالم كلّه. وتطبع جمعية عون الكنيسة المتألمة كلّ سنتين تقريرًا حول الحرية الدينية في العالم، وتقريرًا قصيرًا آخر بعنوان “مضطهدون ومنسيون؟” يلقي الضوء على اضطهاد المسيحيين في العالم.