كلمة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة التبشير الملائكي

الفاتيكان، الاثنين 3 أكتوبر 2011 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي تلاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، نهار الأحد 2 أكتوبر 2011.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

يختتم إنجيل هذا الأحد بتحريض قاسٍ من يسوع، موجه لرؤساء الكهنة وشيوخ الشعب: “سيُنزع منكم ملكوت الله وسيعطى لأمة تعطي ثمره” (مت 21، 43). إنها كلمات تجعلنا نفكر بمسؤولية من هو مدعو ليعمل في كرم الرب في كل العصور، خصوصًا لمن له المسؤولية وهو مدعو لكي يجدد ملء الأمانة للمسيح. يسوع هو “الحجر الذي رذله البناؤون” (راجع مت 21، 42)، لأنهم اعتبروه عدو الشريعة وخطرًا عامًا؛ ولكن ذلك الذي رُفض وصُلب قد قام وأضحى حجر الزاوية الذي يقوم عليه بثبات مطلق بناء الوجود البشري والعالم بأسره. عن هذه الحقيقة يتحدث مثل الكرامين الخونة، الذين أوكل إليهم رجل كرمه، لكي يعتنوا بها ويحصدوا ثمرها. يمثل صاحب الكرم الله بالذات، أما الكرمة فهي تمثل شعبه، والحياة التي يهبها لنا لكيما، بنعمته وبالتزامنا، نعمل الخير. يعلق القديس أغسطينوس: “إن الله يعنى كحقل ليجعلنا أفضل” (Sermo 87, 1, 2: PL 38, 531).

إن لله مشروع لأجل كل أصدقائه، ولكن للأسف جواب الإنسان غالبًا ما يكون موجهًا نحو عدم الأمانة، التي يتم التعبير عنها بالرفض. الكبرياء والأنانية يحولان دون التعرف والقبول بأثمن هبة الله يعطينا الله إياها: أي ابنه الوحيد. فعندما “أرسل ابنه بالذات – يكتب الإنجيلي متى – أخذه الكرامون، وطردوه خارج الكرم وقتلوه” (مت 21، 37 . 39). الله يسلم ذاته في أيدينا ويقبل أن يضحي سرًا لا يسبر من الضعف، ويبين عن كلية قدرته في الأمانة لمشروع حب، يتضمن في نهاية المطاف عقاب الأشرار العادل (راجع مت 21، 41).

إننا وإذ نرتكز بثبات الإيمان على حجر الزاوية الذي هو المسيح، نثبت فيه مثل الغصن الذي لا يستطيع أن يحمل ثمرًا من ذاته إذا لم يبق في الكرمة. فيه وحده، لأجله ومعه نبني الكنيسة، شعب العهد الجديد. لقد كتب في هذا الصدد خادم الله البابا بولس السادس: “الثمر الأول لوعي الكنيسة العميق لهويتها هو الاكتشاف المتجدد لعلاقتها الحيوية بالمسيح. هذا الأمر هو معروف جدًا ولكنه أساسي ولا غنى عنه، وبالوقت عينه ليس معروفًا كفاية، ولا يتم التأمل به والاحتفال به كما يجب” (Enc. Ecclesiam suam, 6 agosto 1964: AAS 56 [1964], 622).

أيها الأصدقاء الأعزاء، إن الرب قريب دومًا وفاعل في تاريخ البشرية، وهو يرافقنا بحضور ملائكته الفريد، الذي تكرمهم الكنيسة كـ “حراس”، أي كخدام للعطف الإلهي نحو الإنسان. من بدء الحياة وحتى ساعة الموت، تُحاط الحياة البشرية بحمايتهم المستمرة. ويشكل الملائكة إكليل ملكة النصر المجيدة، العذراء الطوباوية مريم سيدة الوردية، التي تتلقى في الأحد الأول من أكتوبر، في مزار بومباي وفي العالم بأسره، تتلقى الآن الطلبة الحارة، لكي يتم التغلب على الشر ولكي يظهر ملء صلاح الله.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير