ثلاث نفحات ميلادية

من خافيير ومحمّد وروبير

Share this Entry

للأب رفعت بدر، مدير موقع أبونا

الأردن، الجمعة 23 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – تستلم هدية من بيت لحم، و في هذه الأيام تكون بالطبع ميلادية ، من  صديقك خافيير عيد و هو بالمناسبة شاب من أصل فلسطيني ، وتحديدا من بيت جالا، الا أنّه ولد في تشيلي، واختار قبل سنوات العودة إلى فلسطين ، ويعمل جاهدا على تعزيز “الهجرة المعاكسة ” : ويقول: إليك هذه المغارة. فتجيبه : ” هذه ليست مغارة هذا صندوق خشبي مغلق. فيرفع أمام ناظريك واجهة كبيرة أمامية من واجهات “الصندوق”، و إذ بها مغارة الميلاد، بكامل أناقتها و براءة أشخاصها و سرّ قداستها.

ما الذي جرى؟ انه الجدار المصنوع خشبيا على شاكلة الجدار الاسمنتي… ولم انتبه له، و كأنّ أصحاب المهن الحرفية و اليدوية، و بخاصّة من خشب زيتون فلسطين، يوجهون رسالة الميلاد هذا العام قائلين: مع الجدار ، لا نستطيع أن نحتفل بالميلاد. أزيحوه لكي نفرح …

يعجبني هذا الإبداع الفلسطيني المتجدّد ، فهو يصنع من كل شيء مناسبة للتذكير بحقوقه العادلة.

أزيلوا الجدار … اهدموا الجدران… لكي نحتفل بالعيد … 

2 –

 من لبنان، رسالة تهنئة ميلادية أتتني عبر ايميلي الخاص، ولا اشك بصدقها أبداً ، فهي من الصديق الأستاذ محمد السمّاك، و هو أمين سر الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي ، و له حضور بارز في مجال التقارب ، و تدعيم أسس العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، في لبنان و الشرق و العالم. و قد تحدث باسم الاسلام السنّي، في أعمال سينودس الكنيسة في الشرق الأوسط في الفاتيكان في أكتوبر العام الماضي، و شارك كذلك في اللقاء العالمي للأديان في أكتوبر هذا العام في مدينة أسيزي في إيطاليا .  يقول في رسالته:

 ” يشع نور الميلاد، من جديد، و معه تضاء القلوب أملاً بالرجاء، و تُغمرُ بالصفح و الرحمة، و تفيض بالمحبة، انه ميلاد “الهدى و النور”، جعل الله عامكم هدياً كله و نوراً كله، و خيراً كله”.

ما أحوجنا في هذه الأيام، حيث الحديث يدور عالمياً عن المخاوف لدى – وعلى – مسيحيي الشرق ، من تأثيرات عاصفة على حضورهم ووجودهم من جرّاء تغيرات ” الربيع العربي “. ما أحوجنا إلى مثل صوت السمَاك. و هو صدى لما قاله الملك عبد الله الثاني قبل أيام أمام المنتدى الإسلامي الكاثوليكي: ” انّ الوجود المسيحي في المنطقة تاريخي ، وهو مكوّن أساسي في التنوّع الإنساني الذي يحرص الأردن على حمايته”.

ألا نحتاج لسماع هذا الكلام من قيادات الوطن العربي كافة … التي بقيت على كرسيها أو التي أتت حديثا ؟

3 –

أبقى كذلك في لبنان، وصديقي العزيز روبير شكيبان، يسير الهوينا على عكازين أو مع كرسي متحرّك، إلا انّه ما زال مصرّاً و منذ اثني عشر عاماً على تغيير التحية الميلادية و إعطائها ” نفساً روحياً ” فيقول: ولد المسيح … فيجيب المتلقي: هللويا.  و هذا العام، يواصل المشوار، باشراقة لا تعرف اليأس أبدا، كيف لا و صديقه هذا العام أصبح ” البطريرك الراعي ” و يبدأ أحاديثه بتحية شكيبان…. و كذلك لقد غنَت ماجدة الرومي: و لد المسيح … هللويا ، في القصر الجمهوري وبحضور كامل الأطياف السياسية و الروحية.

رسالتك تتسّع يا روبير. و أنا أتأمل متأثرا بما كتبت هذا العام على الصورة التي توزعها سنوياً بالألوف و بالمجان :

يا طفل المغارة، يفرحني أن الجميع فرح في عيدك ، يؤلمني أنهم نسوا أنك أنت صاحب العيد 

يفرحني أن الناس يتبادلون هدايا جميلة في عيدك، يؤلمني أن ينسوك أنت الهدية العظمى 

يفرحني أن نلبس و نتباهى في لبسنا ، يؤلمني إن ننسى أنك أنت ولدت في مذود 

يفرحني أنك ولدت لأجلنا ، يؤلمني أننا لا نسمح لك بالولادة في قلوبنا 

يفرحني أن نهلل لسر تجسدك: وُلِدَ المسيح … هلَّلويا 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير