المسيحيون في الأراضي المقدسة يسعون إلى المصالحة (2)

مقابلة مع المونسينيور بول نبيل صيّاح، الأسقف الماروني لحيفا والأراضي المقدسة

Share this Entry

روما، الثلاثاء 17 يناير 2012  (ZENIT.org). –  ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة التي تم نشر القسم الأول منها أمس الاثنين
بحسب رأيك هل هذا هو الدور الوحيد الذي يلعبه المسيحيون العرب بهذه الفعّاليّة؟
مونسينيور صيّاح: أعتقد أن باستطاعتنا التوسط. كما نستطيع أن نشهد. لا بد من التذكير بأنه أوكل إلينا بمهمّة المصالحة، وأعتقد أن هذه المهمّة بالغة الأهميّة في الحياة المسيحيّة فضلا عن الدور الذي يقوم به المسيحيون في مجالات التربية والتعليم والطب والأعمال الاجتماعية وهكذا دواليك. ومن وجهة النظر هذه نحن نقدم خدمات تتعدى نسبة قدراتنا من 1 إلى 2 % ولكننا نريد أن نكون سعاة مصالحة وحوار ومظهرين للمسلمين الحياة المسيحيّة الحقيقيّة.

هل  برأيكم أن التوتر ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو مسألة دينيّة أم عنصريّة؟
مونسينيور صيّاح: لا أعتقد أنها مسألة دينيّة.  لها بعد دينيّ، لأن المتطرفين موجودون في المجتمع اليهودي والإسلامي وهم ناقمون على الجميع، ولكني أعتقد أن في الأساس المشكلة هي مشكلة سياسيّة. هي مشكلة شعبين يحاولان تقاسم هذه الأرض وطمعهم  في السلطة.

هل مسؤوليّة المسيحيين كبيرة في الشرق الأوسط؟
مونسينيور صيّاح: ليست فقط لمسيحيّ الشرق الأوسط. بل هي بعد مهم جداً للكنيسة الجامعة. إن الكنيسة الجامعة تقول لكنيسة الشرق الأوسط: “لستم بمفردكم، نحن كنيسة واحدة. الكنيسة الجامعة معكم وأنتم قسم منها. ندعمكم. لديكم مهمّة. لديكم ما تقدموه لنا ككنيسة جامعة، ولكننا هنا لمساعدتكم. لا تشعروا بالوحدة”. هذه رسالة بغاية الأهميّة. نشعر بامتياز كبير كوننا في الأراضي المقدسة. وهو امتياز لي كوني أسقف، حام لجماعتي وللكنيسة الجامعة. إن واجبي استقبال الحجاج.  صدف لي أن أكون أسقف في الأراضي المقدسة وهذا امتياز كبير، وفي الوقت عينه وجودي لا يعنيني فقط، ولكني موجود للكنيسة الجامعة أيضاً. بدأ كل شيء في الأراضي المقدسة وهي ملك للجميع. ليست ملكنا نحن كمسيحيي المكان. نحن من يحرسها. نحن هنا للحفاظ عليها ولمتابعة الحياة المسيحيّة للعالم المقبل أجمع؛ ولعيش هذا الاختبار المميز والسير فعلا على حجارة أورشليم، وللسير على جبال الجليل حيث سار المسيح بذاته.

ماذا يمكن للكنيسة الجامعة أن تفعل؟
مونسينيور صيّاح: أولا القدوم إلى الأراضي المقدسة. أعتقد أنكم بقدومكم سوف تساعدونا كثيراً، حتى ماليّاً، وسنشعر بأننا تحت تصرّفكم. ثانياً، التحدث عن الوضع في الشرق الأوسط. لأن الشعوب المحليّة لم تحدد بعد الوضع في فلسطين. إن المجتمع الدولي قد خلق هذا الوضع. ولذلك عليهم التصرّف لحلّ هذه المشكلة. لأن الشعوب المحليّة لا يمكنها معالجة الموضوع. نشكر الله، هناك مبادرات الآن: وبالأخص يبدو أن الولايات المتحدة تعمل بجدّ، بينما أوروبا ساهمة دوماً. ثالثاً، تابعوا المساعدة لمشاريعنا. لو أنني اتكلت على شعبي لما أمكنني أن أتخيل يوماً أني قد أتمكن من صناعة مركز رعوي، كلفته حوالي مئات الآلاف من اليورو. إذاً، أساساً، هذا هو الدور الذي أراه للكنيسة الجامعة: مساعدتنا بإعالة المكان، ليس لنا فقط، بل للكنيسة الجامعة ذاتها.   

قام بهذه المقابلة مارك ريدمان لـ Where God Weeps” ” مجلّة أسبوعيّة تلفزيون وراديوفونيّة من إنتاج راديو كاتوليكا وتلفيزيون نيتورك بالتعاون مع المؤسسة الخيرية الكاثوليكيّة الدوليّة “عون الكنيسة المتألمة”.

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير