للأب سمير خليل سمير اليسوعي

بيروت، الجمعة 20 يناير 2012 (Zenit.org). – سوريا هي أكثر بلد يدرك فيه الناس خطورة الأوضاع. وحتى وقت ليس ببعيد، بدا نظام الأسد مستقراً جداً. أما الآن، فقد بات الوضع بمنتهى الخطورة والتأزم. وقد أخبرني أسقف حلب موخراً أنه سئم تضارب الأخبار المتداولة خارج البلاد مع تلك التي يتم تناقلها في الداخل السوري.

مع ذلك، تبرز إلى الواجهة معطيات جديدة. فللمرة الأولى، اتخذت الجامعة العربية موقفاً واضحاً تمثّل بتعليق عضوية سوريا في المنظمة والموافقة على فرض عقوبات عليها، بالإضافة إلى إجراءات أخرى.

وبطبيعة الحال، فإنّ موقف الجامعة العربية غامض بعض الشيء. سوريا هي حليفة إيران، الدولة ذات الغالبية الشيعية، فيما أنّ الجامعة العربية هي سنية بالكامل تقريباً. لذا، فقد تكون تهديدات الجامعة العربية لسوريا تتغذى بهذا التعارض أكثر من تغذيها بدافع حب الثورة. في مطلق الأحوال، برهن السوريون خلال الأشهر التسعة الماضية عن استعدادهم إلى بذل حياتهم في سبيل تغيير الأوضاع، وهو واقع جديد بالفعل.

تواجه سوريا مشاكل مختلفة نتيجة المواجهة بين هيكلية سلطة استبدادية وشعب غير مسلح. ويقال إنّ الدول العربية المجاورة توفر الدعم المادي للثوار، ولكن تبقى الحاجة إلى وسيط سوري أو عربي لتفادي الدمار.

وللمرة الأولى، تقف تركيا في صف المدافعين عن الثوار السوريين. قد تكون اتخذت هذا الموقف لأهداف الهيمنة، أو ربما للوفاء بالتزاماتها بصفتها حليفاً للغرب. وربما يكون دافع تركيا الحقيقي الترويج لنفسها كنموذج عن الأمة الإسلامية المعتدلة برغم سجلها الأقل من ممتاز في مجال حقوق الإنسان.

* * *
جميع الحقوق محفوظة لوكالة "آسيانيوز"

نقلته من الإنكليزية إلى العربية كريستل روحانا - وكالة زينيت العالمية