للأب سمير خليل سمير اليسوعي
بيروت، الأربعاء 18 يناير 2012 (ZENIT.org). - في البداية، انطلقت الحركة بشكل عفوي، من القاعدة الشعبية. فلم يكن يترأسها قادة حقيقيون، وهو ما نراه جلياً اليوم من خلال النتائج. فمن صنعوا الثورة لم يحصدوا ثمار انتصارهم، بل أفسحوا المجال لآخرين، ممن هم أكثر تنظيماً، لجني ثمار جهودهم. كانت تلك نكسة بالفعل دفعت بالكثيرين إلى القول إنّ ذلك "لم يكن يستحق العناء".
ولكنّي لم أفقد الثقة. فعلى الرغم من أنّ الإسلاميين قد فازوا، إلا أنّ تلك الخطوة كانت ضرورية لأنها نقلت إلى الواجهة أولويات أخرى مختلفة عن أولوياتهم. فلم يكن الدين، بل كانت الكرامة والعمل والحرية والمساواة والديموقراطية الأسباب الحقيقية الذي أدت إلى الثورة التي قادها الشباب.
صحيح أنّ الإسلاميين سيتمكنون الآن من الإمساك بزمام السلطة، ويظهروا أنّ "الإسلام هو الحل" لكل شيء. ولكن سيكون عليهم أن يبرهنوا أنّ نظاماً إسلامياً سيكون الحلّ لمشاكل البطالة والتعليم والمساواة والديموقراطية والمشاكل المالية وسواها.
للمرة الأولى منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية، سيمارس الإسلاميون السلطة السياسية. وستكون تلك مناسبة مهمة لمعرفة ما المجالات التي سيتمكنون أو يعجزون فيها عن تقديم حلول ملموسة للمشاكل الحقيقية. كما ستكون فرصة مهمة لمعرفة نوع الشريعة التي سيطبقونها، إن كانت تلك المتبعة في المملكة العربية السعودية حيث تم قطع رأس امرأة بتهمة ممارسة السحر، أم تلك المطبقة في إيران، والتي تستمر في إعاقة التنمية في البلاد، أم إن كنّا سنشهد نسخاً أخرى. من ناحيتنا، إنّ نظرتنا ستعتمد على النتائج.
ولكن من المؤكد أنّ الإسلاميين، وخصوصاً السلفييين، يستغلون الربيع العربي لفرض نسختهم الخاصة من الإسلام. وقد تم تطبيق ذلك في تونس (حين حاولوا فرض النقاب على النساء في جامعة منوبة التي تعتبر أفضل مؤسسة للتعليم العالي في البلاد، وفتح مسجد قرب حرم الجامعة) وكذلك في مصر (حيث هوجم عدد كبير من الكنائس، ودُمّرت الصلبان، وقام جنود بالاعتداء على النساء، ما أدى إلى تظاهرة يوم الثلاثاء الماضي).
* * *
جميع الحقوق محفوظة لوكالة "آسيانيوز"
نقلته من الإنكليزية إلى العربية كريستل روحانا - وكالة زينيت العالمية