بعد أسبوع واحد من اللقاء التقليديّ الّذي جمع البابا في التاسع من يناير الحاليّ بسفراء ١٧٨ دولة تربطها بالكرسي الرسولي علاقات دبلوماسية، تطرّق الأب لومباردي مجدّداً الى “موضوع أساسيّ”، وهو موضوع الحريّة الدينية، وبنوع أخصّ موضوع الاضطهاد الّذي يطال المسيحيين في العالم، والذّي كان محور خطاب البابا لهذا العام، كما للعام المنصرم.
“فهذا الموضوع يبقى موضوع اليوم في أجزاء كثيرة من العالم” ، يقول مدير التلفزيون الفاتيكانيّ والناطق باسم الكرسي الرسولي ، موضوع “بلغ ذروته بشكّ مدوٍّ باغتيال وزير الأقلّيات الباكستاني ، الكاثوليكيّ شاهباز بهاتي”.
في هذا الصدد ، يذكّر الأب لومباردي المشاهدين بالتقرير السنويّ للمنظّمة “الأبواب المشرّعة”، وهي منظّمة إنجيليّة دّولية غير حكومية حول “اضطهاد المسيحيين في العالم”، والّذي يصيب، بحسب التقرير، جميع الطوائف المسيحيّة.
ويدرس هذا التقرير “مؤشر الاضطهاد العالميّ” الذي يضع في الصدارة في العالم البلدان التالية بحسب الترتيب التنازلي : كوريا الشمالية وأفغانستان والمملكة العربيّة السعودية والصومال وإيران وجزر المالديف ، أوزبكستان واليمن والعراق وباكستان.
ويشير الأب لومباردي الى أن أكثر ما يثير المخاوف بحسب هذا التقرير هو تنامي التطرّف الاسلاميّ، الّذي يتميّز “بعنف مروّع”، وأبرز مثال على ذلك جماعة “بوكو حرام” في نيجيريا. وما يثير المخاوف أيضاً مناخ انعدام الأمن والعنف في العديد من الدول مع التطوّرات التي أعقبت “الربيع العربي”، مناخ يدفع بالكثير من المسيحيين الى الفرار أو الهجرة.
ويذكّر الأب لومباردي أيضاً بالتقرير الأخير الصادر عن وكالة فيدس الفاتيكانيّة، والتي قد أصدرت بدورها لائحتها المعتادة عن عدد الكاثوليك العاملين في حقل البشارة الذين قتلوا خلال العام الماضي، تضمّ ٢٦ شخصاً، منهم ١٨ كاهناً، ٤ راهبات و٤ علمانيّين.
أمّا الثلاث عشرة كاهناً الّذين قُتلوا في أميركا اللاتينية، فهي حالات تعكس مناخ “العنف الكبير” الذي يطبع حالة بعض من بلدان هذه القارة ، لا سيّما كولومبيا والمكسيك.
يقول الأب لومباردي “إحتمال الاضطهاد من أجل اسم يسوع المسيح ، ودفع الحياة ثمنا للخدمة المقدّمة من أجل الإيمان والعدالة، هو أمر رافق دوماً وسوف يظلّ يرافق التلاميذ في مسيرتهم”، ويخلص بالقول: “إنه ليس بالأمر المستغرب، فيسوع قال لنا هذا في عظته على الجبل، حين أعلن الأخيرة بين التطويبات ووعدنا بالأجر في السماء”.