المسيحيون والمسلمون بعد عام من انطلاق الربيع العربي (5)

الوضع في بلدان أخرى

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم الأب سمير خليل سمير اليسوعي
بيروت، الاثنين 23 يناير 2012 (ZENIT.org). – لا يزال مستقبل ليبيا مجهولاً. فبرغم الأفكار الإسلامية التي تتم بلورتها، تواجه ليبيا مشكلة أساسية تتمثل في كيفية التوفيق بين قبائلها المختلفة بحيث تتمكن هذه القبائل من العمل معاً من أجل تنمية البلاد. ولكن بما أن الصناعة لا تزال في مهدها، فليس من المؤكد بعد إن كانت ستتمكن من تحقيق ذلك أم لا.
أما المملكة العربية السعودية، فلم تشهد أي انتفاضة (بما أن الجيش كان يتولى وأدها في مهدها)، ولكنّ الشعب لا يزال يرغب ببعض التغيير.
في المقابل، شهدت بلدان مثل اليمن والبحرين ثورات أدّت إلى تغييرات هامة بحيث لن يبقى أي من البلدين على حاله. والمغرب بدورها شهدت بعض التقلّبات، لا الثورات، وكان الخوف كفيلاً بالشروع ببعض الإصلاحات. وحتى قبل ذلك، كانت المملكة قد عدّلت قانون الأسرة (المدوّنة)، مانحة المرأة مزيداً من الحقوق القانونية.
كلّ ذلك يشير إلى أنّ الناس في العالم العربي يسعون إلى شق طريقهم الخاص.

ماذا عن المسيحيين؟
بشكل عام، يخشى المسيحيون أن يختطف الإسلاميون الثورة منهم. فهم يخيفوننا، وخصوصاً السلفيون. صحيح أنّ الخطر موجود، ولكنّ التعاون مع الآخرين هي السبيل الوحيد للاستفادة من الوضع إلى أقصى حد. يجب ألا نخاف. فبطبيعة الحال، إنّ العمل مع الإسلاميين سيكون صعباً، ولكنّ بعضهم يملك خططاً سياسية ويرغب في التغلّب على التخلف في البلاد. ولكن يجب أن نبقى حذرين وننبّههم لدى تخطيهم حدوداً معينة، أو انتهاكهم لحقوق محددة، إلخ.
في الواقع، إنّ الحوار ممكن وفعّال وإنّما في شؤؤن اجتماعية محددة. آن الأوان لتقديم أحدنا المساعدة للآخر ودعمه، وإظهار بعض التضامن تجاه غير المسيحيين، والعكس بالعكس. حان الوقت للعمل معاً لمكافحة الأمية والفقر والمرض وسواها. وقد سبق للمسيحيين أن أظهروا كرمهم ومهنيتهم تجاه الجميع، مسلمين ومسيحيين، في مجالي التعليم والرعاية الصحية؛ وأظنّ أنّ من الممكن العمل مع معظم الناس.
وفي الوقت عينه، يجب أن ندافع عن مبادئ العدالة والحرية  وحرية الضمير وحرية المعتقد الديني والإعلان عنه. بهذه الطريقة، يمكننا تطبيق مبدأ المساواة. أما المسلمون المصريون، فيتحدثون عن “الدين الأفضل”، الفكرة التي تجد سبيلاً للتطبيق في المجال القانوني. وبالطبع، يعنون بكلمة “الأفضل” الإسلام. بالنسبة إلينا، هذا غير مقبول.
وتبرز أنواع أخرى من التمييز (الرجل مقابل المرأة والغني مقابل الفقير)، والتي يجب أن نعمل على مكافحتها جميعها لأنها تتعارض مع روحية الإنجيل.
شخصياً، لست خائفاً من نظام حكم إسلامي. ولكن ما يقلقني هو التعصب، إذ يعارض عدد كبير من المسلمين السلفيين الذين يهدفون إلى فرض رؤيتهم التعصبية للإسلام (وخصوصاً في ما يتعلق بالنساء). وكمسيحيين، يجب ألا ننغلق على أنفسنا، بل علينا أن نضم جهودنا إلى جهود من يكافحون في سبيل تحقيق مجتمع يحترم حقوق الإنسان.

* * *
جميع الحقوق محفوظة لوكالة “آسيانيوز”

نقلته من الإنكليزية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير