التحول المسيحي

البابا يربط بين ارتداد بولس الرسول وتحول انقسام المسيحيين إلى وحدة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 25 يناير 2012 (ZENIT.org). – احتفل البابا بندكتس السادس عشر مساء اليوم الأربعاء بعيد ارتداد القديس بولس الرسول في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار (روما)، مترئسًا صلاة الغروب.
يتزامن هذا العيد مع ختام أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين الذي كان عنوانه لهذا العام: “سنتحول جميعًا بغلبة يسوع المسيح، ربنا” (1 كور 15، 51 – 58).
شارك في الاحتفال ممثلون دينيون لمختلف الجماعات المسيحية في مدينة روما. وقد رحب الأب الأقدس في مطلع حديثه بجميع الإخوة من مختلف الطوائف المسيحية الأخرى.
التحول المسيحي
تحدث الأب الأقدس في عظته عن موضوع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، فقال أن بولس الرسول هي خير مثال عن التحول الذي يعيشه المسيحي. فبولس نفسه تحول من يهودي غيور وعنيف إلى مبشر لا يتعب بالإنجيل.
هذا وما يدهشنا في سيرة بولس الرسول هو أن هذا التحول لم يكن ثمرة جهده الشخصي، بل كان عمل نعمة الله الذي تصرف نحوه بسبله التي لا تُسبر. فبولس بالذات يقول: “بنعمة الله صرت ما أنا عليه، ونعمته فيّ لم تكن باطلة” (1 كور 15، 10).
تبين لنا سيرة بولس الرسول أن ارتداده لم يكن مجرد تحول خُلُقي، ولا حتى تحول على الصعيد الفكري، بل هو تحول جذري، هو “تجديد كيان” يشبه الولادة من جديد.
هذا التحول يجد ركيزته في مشاركته في سر موت وقيامة يسوع المسيح، والذي يظهر في مسيرة مستمرة من مطابقة الحياة مع الرب.
وهذا التحول أيضًا يحمل بولس إلى قول هذه الكلمات الشهيرة: “لست أنا من أحيا، بل المسيح يحيا فيّ. وهذه الحياة التي أعيشها في الجسد، أعيشها في إيمان ابن الله الذي أحبني وسلّم ذاته لأجلي” (غل 2، 20).
كما ويعلمنا القديس بولس أن التحول هو دعوة موجهة للجميع، فمن خلال “المعمودية في موت وقيامة المسيح”، نشارك في غلبة ذاك الذي انتصر على الموت أولاً، والذي بدأ مسيرة تحول يظهر منذ الآن في تجدد حياة سيبلغ ملئه في نهاية الأزمنة.

التحول بحسب رغبة قلب المسيح
ثم ربط الأب الأقدس الحديث عن التحول الشخصي بزمننا الحاضر مشيرًا إلى أننا نرفع في هذه الأيام صلاتنا واثقين بأننا “سنتحول لنطابق صورة المسيح”. عندما نطلب نعمة الوحدة كتلاميذ المسيح، فإننا نتبنى رغبة ربنا يسوع المسيح عشية آلامه وموته عندما صلى إلى الآب: “ليكونوا واحدًا” (يو 17، 21).
وعليه – علق الأب الأقدس – “الصلاة لأجل وحدة المسيحيين ليست إلا مشاركة في تحقيق المشروع الإلهي بشأن الكنيسة، والالتزام الفاعل من أجل إعادة الوحدة التي هي واجب ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع”.
ثم قال البابا: “إن حضور المسيح القائم يدعونا نحن المسيحيين جميعًا لكي نعمل سوية لأجل قضية الخير. باتحادنا في المسيح، نحن مدعوون لكي نشارك في رسالته، التي هي حمل الرجاء حيث يسود الظلم، الكره واليأس”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير